الإمارات لا تتوقف عن الحلم!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كان السؤال في محله تماماً، يوم أثارته مذيعة قناة الـ (CNN) الأمريكية، بيكي أندرسون، أخيراً: كيف استطاعت دولة في حجم الإمارات أن تتقدم دولاً ذات سمعة في الطب والقطاع الصحي فيما يتعلق بمكافحة فيروس «كوفيد 19»؟ كيف تمكنت من إجراء فحوصات موثقة لـ 5 ملايين شخص من عدد سكانها البالغ 10 ملايين، أي ما يعادل 50 % من مجموع السكان؟

لقد نجحت دولة الإمارات في تحقيق هذا الإنجاز لأنها تتمتع بقيادة حريصة على شعبها ومستعدة للإنصات والاستماع لنصائح ومعلومات الأطباء والعلماء، هذا ما يفعله القادة والحكام في الإمارات دون مزايدات سياسية، أو مناورات من أي نوع، فليس هناك سوى الرغبة في حماية البلاد والعباد.

لكن لماذا على العالم أن يفكر بالطريقة نفسها إلى الأبد، لماذا على الآخرين أن يقيسوا منجزاتنا بتلك المقاييس التقليدية وقد تجاوزنا زمناً وعصوراً، وبذلنا وعملنا الكثير لنغيّر واقعنا للأفضل؟

أظننا وقد تجاوزنا الكثير من المسلّمات، ودخلنا زمناً مختلفاً تماماً بعد الثورة التقنية وثورة المعلومات وعصر الفضاء والذكاء الاصطناعي، وتغيّر مفاهيم السياسة والاقتصاد ودور الحكومات، صار علينا أن نعيد التفكير في قناعاتنا، وأن نعيد التقييم ومجمل الحسابات، ولقد تكفلت دولة الإمارات بذلك على أكمل وجه، وهي لما تزل على أعتاب عامها الخمسين.

لقد وقفت بصرامة وجدية وبتخطيط وحرص في وجه جائحة «كورونا»، متجاوزة أكبر الدول وأعرقها في الطب والعلم والصحة، وفي وسط هذه الأزمة التي أعجزت دولاً وأسقطت كيانات اقتصادية عملاقة، أطلقت الإمارات مسبارها صوب المريخ لاكتشاف غلافه الجوي، ولم يكد الانبهار بالمسبار يبدأ حتى أعلنت بدء تشغيل مفاعل براكة للطاقة النووية، كما فتحت مطاراتها وانطلقت الحياة في أرجائها كافة.. لأن هناك قيادة حريصة وشعباً لا يعرف كيف يتوقف عن الحلم والعمل.

 

Email