هوس الكتب..

ت + ت - الحجم الطبيعي

كقارئة مغرمة بالكتب، زرت عدداً من دور النشر أثناء زيارتي الأخيرة للقاهرة، وقبل مغادرتي تزودت بعدد لا بأس به من الكتب، فمرورك في شوارع وسط القاهرة لا تكتمل بهجته إلا إذا دخلت مكتباتها العريقة، وجادلت باعة الكتب على أرصفتها، حيث المجادلات هناك أحد أسرار حصولك على أكبر عدد ممكن من العناوين حسب اعتقادك، لكنك بمجرد عودتك لمقر إقامتك ستكتشف أنك قد دفعت أثماناً باهظة لقاء كتب «مزورة»، وستتذكر أن «الكتب المضروبة» كانت المشكلة التي دارت حولها أحاديثك مع أصدقائك الناشرين في اليوم السابق عندما زرتهم!

كقارئة مهتمة فتنت بالكتب منذ نعومة أظفاري، وطاردت عناوينها وناشريها ومترجميها، غالباً ما يرن في دماغي هذا السؤال عندما أدخل مكتبات القاهرة، أو معارض الكتب العربية الهائلة: هل يقرأ العرب فعلاً كل هذه العناوين التي تصدر في بلدانهم؟ هل يتوجب علينا كقراء أن نركض خلف كل عنوان، وكل طبعة، وكل حفلة توقيع؟ ألا تُضّيع هذه المطاردات الوقت والتركيز الذي يجب أن نمنحهما للكتب ذات القيمة والأثر والجديرة بالقراءة فعلاً؟ إن معظم القراء المدمنين يقعون في إشكالية الإصرار على اقتناء كل عنوان يصدر عن دور النشر، وكل غلاف قد يظهر لهم عبر الإعلانات، إن هوس الاقتناء هذا قد يعطل على القارئ الكثير من الفائدة والوقت والمال في سبيل جمع الكتب دون قراءتها فعلاً، فيصبح الاقتناء هدفاً في حد ذاته، وهنا تتحول العلاقة بالكتاب إلى عبء حقيقي!

ليس علينا كقراء أن نقرأ كل هذا العدد الهائل مما يكتب أو يترجم ويصدر في عالمنا العربي، فإضافة لصعوبة ذلك، يعاني جزء كبير من محتوى هذه الكتب من الضعف الذي يحتاج منا ألا نقع ضحايا العناوين والأغلفة البراقة!!

Email