شكراً 2019

ت + ت - الحجم الطبيعي

كغيرها من السنوات، غابت سنة أخرى، كانت حافلة بالإنجازات والضحكات والأوقات التي لا تنسى، كما كانت فائضة بالأحزان، عملنا بإخلاص واجتهدنا كي نتقن ما نعمله، تشاركنا المسرات والأفراح والمحبة والهدايا والأسفار.

كما جلسنا معاً حول موائد الطعام، تواصلنا مع الجميع، وحين فقدنا بعض أحبتنا حَزِنا على فقدهم وبكيناهم كثيراً.

منحتنا أيام 2019 فرصاً جميلة فنجحنا بقدر، وفشلنا كذلك، فقدنا أحبة غادرونا بالموت والرحيل، وكسبنا أصدقاء آخرين، أسعدنا غيرنا وأسعدونا، مددنا لهم أيدينا في أوقات مختلفة، كما أنهم انتشلونا عندما كنا بحاجة إليهم. سامحنا قدر استطاعتنا، كما غضبنا بحجم ضعفنا، واعتذرنا لمن أسأنا في حقه، قرأنا العديد من الكتب، واشترينا الكثير منها، وسأظل أتذكر أنني لطالما حلمت بمكتبة كبيرة في بيتي وبأنها تحققت في 2019.

عبرنا سماوات، ووضعنا أقدامنا في مياه أنهار وبحيرات، ومشينا في أسواق مدن كثيرة، عرفنا الله أكثر، واقتربنا من إنسانيتنا أكثر، وفعلنا ما نستطيع أن نكتبه ونجاهر به وما لا نستطيع، لأننا في نهاية الأمر لسنا سوى بشر عاديين وبسطاء جداً.

في آخر ليلة من العام الذي أفل: تابعت أخي يتحدث في التلفزيون وفرحت، وتحدثت إلى صديقتي في لبنان، وودعت ابنة أخي التي تدرس الطب في إيرلندا، واتصل بي أخي من بلاد بعيدة، وفاجأني اتصال من صديقة دراسة لم نتحدث معاً منذ 30 عاماً وفرحت!

وقفت على شرفة الليلة الأولى وتمنيت الكثير من الخير والصحة والسعادة لأهلي وأصدقائي ولوطني السلام والمجد دوماً، وللعالم أن يلتقط أنفاسه ويهدأ قليلاً، بعيداً عن الصراعات الدامية. وضعت في صندوق الأيام أجمل الأمنيات وإن كنت أرى أن علينا دائماً أن نحيا الحياة لا أن نتمناها.

المهم أننا عشنا 365 يوماً بكل ما فينا من طاقة وقدرة على الحياة بحكمة المشاركة، هذه الأيام لم تكن سوى شقوق وفتحات في جسد العمر أطللنا منها على الدنيا بعيون مختلفة!

لقد رحلت 2019 كرقم في تقاويم السنين والحسابات، لكنها تغلغلت فينا عميقاً، مضيفة لنا الكثير.

 

Email