رؤية الاستعداد للخمسين

ت + ت - الحجم الطبيعي

قبل أن يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم عن شعار دولة الإمارات للعام المقبل 2020، فكر الكثيرون في ماهية هذا الشعار، حاول بعضهم أن يربطه بما كان قبله، أن يجعله استكمالاً لمنظومة قيم الخير والتسامح، أو أن يربطه بطموحات المستقبل وأحلام الفضاء، أن يجعل له جذراً متصلاً بزايد، لكنهم جميعاً لم يفكروا في أن العام سيحمل عنوان : عام الاستعداد للخمسين.

إن ما يمنح الأشخاص الذين يفكرون للغد أو يخططون للمستقبل قبل غيرهم هو أنهم يفعلون ذلك بوعي مختلف وبجرأة غير مسبوقة، وبطريقة لا يشبهون بها غيرهم، أنهم يفكرون خارج صندوق المتوقع والممكن، وهذا هو تحديداً ما يجعل تجربة دولة الإمارات في البناء والتنمية مختلفة ومفاجئة وللبعض صادمة حد اعتبارها من مستحيلات التنمية في العالم!

حين قال المتنبي بيتيه الشهيرين:

عَلى قَدْرِ أهْلِ العَزْم تأتي العَزائِمُ

وَتأتي علَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارمُ

‏وَتَعْظُمُ في عَينِ الصّغيرِ صغارُها

وَتَصْغُرُ في عَين العَظيمِ العَظائِمُ

ربما أراد أن يناصر لأمير يمتدحه أو قائد مغوار يتابع انتصاراته العظيمة، لكن هذه الصفات قُدّر لها أن تحلّق عبر أزمنة من الحضارات والدول والبناة الكبار من أصحاب العزائم الذين لا يعترفون بالمستحيلات أياً كانت حقيقتها، لتتحول إلى رؤية ومنهج وطريقة تفكير معاصرة وشديدة الحداثة يؤمن بها قادة الإمارات.

اليوم تتخطى الإمارات كل التحديات، تفرض معادلاتها، وتقول كلمتها وتنجح بجدارة، ودون تزوير أو مزايدات، فالإمارات بناء حقيقي ماثل للعيان: إنساناً، واتحاداً، وإنجازات، أمناً وسلاماً وعطاءً، تسامحاً وخيراً وبذلاً وأخوةً، الإمارات حقيقة ضخمة ساطعة وليست مجرد قصائد من كلام، إنها قصائد من أفعال وذهاب للأمام، إلى حيث لا حدود لخط النهاية!

وها هو صاحب الرؤية يختصر خمسين عاماً علينا أن ننظر فيها جيداً، نتأملها بحكمة وتثمين ووعي لنستلَّ منها خيوط تصميم أكبر، ننسج منها سجادة أجمل، نبسطها لأجيال ستعمّر هذه الأرض للخمسين عاماً القادمات بإذن الله.

 

 

Email