لماذا نشير إلى الخطأ؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين تنتقد سلوكاً غير سويٍّ أو يتعارض مع قيم المجتمع، حين تشير إلى مواقع الخلل والتجاوز في أي مكان: في تصرفات إدارة المدرسة التي يتعلم فيها ابنك، في سلوك بعض الأمهات اللواتي يشكّلن ما يشبه جماعة الضغط الخفية (اللوبي) التي تقف وراء ظاهرة التغيب المدرسي، في تجاوزات مواعيد قسم المقطعية بالمستشفى الحكومي، في أخطاء هيئة المعاشات والضمان الاجتماعي، في بلدية المدينة، في المركز التجاري... إلخ، فقد وقعت على الخيار الصحيح تماماً، لا تندم، ولا تشعر بالإحباط أبداً، مهما حاول البعض دفعك إلى هذه الزاوية الضيقة.

عندما تقول إن هناك خطأ أو تجاوزا معيناً يقف وراءه موظفون يفتقدون قيم وأخلاق المهنة، وهؤلاء موجودون في كل مكان كما الهواء والسماء والبشر، عندما تقول: هنا خطأ، وهنا متجاوزون، فإنك لا تشوّه صورة مجتمعك ولا تتجاوز على حقوق أحد، إنك ككاتب وكإعلامي تقوم بدورك وبواجبك المفروض عليك. القاعدة الأولى في الصحافة فيما يخصّ النقد ألا تهاجم أحداً باسمه، أنت تنتقد الأداء وتكشف الأخطاء، دون أن تقصد ولا تقصد وضع عدسة مكبرة نكايةً بأحد أو تصفيةً لخلافات شخصية، فالشخصنة هي العدو الأول للحقيقة والموضوعية.

أنت تؤمن بأن المجتمع يكبر بالإنجازات الصغيرة والأعمال الكبيرة والأحلام العظيمة، في التجاوز والخطأ الذي يتم ضد مصالح المجتمع لا وجود لتصنيف صغير أو كبير، كل خطأ يُترك تحت السطح يكبر كدمّل ثم ينفجر فوق السطح ككارثة تدمر الجميع، أنت لست شخصاً سوداوي النظرة، أنت تؤمن بأنك حين تنتقد الأخطاء فلأنك إيجابي جداً وبما لا يتخيله أحد، لأنك تهدف إلى التطوير والدقة ومطاردة الأخطاء التي تستنزف أموال ووقت وجهود التنمية فيما لا طائل من ورائه، أنت تؤدي مهمتك كما يتسق مع فهمك وثقافتك وولائك لمجتمعك.

Email