شكراً بوراشد..

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالها الوفي أبوخالد، ابن الحكيم زايد «شكراً يا بوراشد، شكراً على خمسين عاماً للوطن»، حلمت وخططت وسعيت وعملت حتى طاولت الإمارات عنان السماء، سُمعةً، ومكانةً، وإنجازاتٍ، ورؤى لا تعرف المستحيل ولا تحدها الجغرافيا.

لقد أعطيت الإمارات كل عمرك وجهدك وتفكيرك، فمنحك الوطن رصيداً زاخراً من المحبة والتقدير والامتنان في كل القلوب، ولو تجسّدت هذه المشاعر إنساناً لوقف وانحنى أمامك ولقبّل الأرض التي تطأها قدماك، أنت الذي ما سعيت للوطن إلا بخير، وما أردت لأبنائه إلا المكانة العالية التي لا ترتضي بغير المقدمة دائماً، أنت الذي علمتهم ألا يرضوا بغير المركز الأول.

بوراشد.. وأنت القائد الاستثنائي الذي تحدر من مدرسة راشد وزايد، فغدوت مدرسة بحد ذاتها: في الوطنية والتخطيط وصناعة المستقبل وهزيمة المستحيل، فكم من الأمواج العاتيات طوعتها وواجهتها وعبرتها بقوة إرادتك وتفاؤلك، وكم من الدروس العميقة التي استخلصتها من مدرسة الآباء المؤسسين ونقلتها لنا عبر اجتماعاتك وجلساتك ومحاضراتك، فكنت تصنع وعيَنا بوعي أجيال كثيرة من الشباب بصبر وإصرار، حتى أصبحت قدوة أجيال ورائداً من رواد البناء والتنمية وصناعة المستقبل.

«أمام الأزمات نحن لا نتوقف كالآخرين، بل نمضي للأمام، لا شيء اسمه المستحيل، ومن يرد أن يصل منتصراً سيصل»، كان هذا أهم دروسك التي تلقيناها وحفظناها كما حفظنا لك الوفاء والولاء والتقدير، وبعد هذا الدرس ظللت ترفع السقف عالياً، سقف طموحاتك وطموحاتنا للإمارات، ولشباب الإمارات ولكل مواطن إماراتي ومقيم، جعلت الحكومة في خدمة المواطن على مدار الساعة، ورسخت مبدأ الإيجابية والتفاؤل في نفوس كل العاملين في الدولة، ومنحتهم أملاً مفتوحاً في بلوغ أقصى المراتب، وأقررت السعادة عنواناً لحياة المواطن والوطن.

لقد كنت دائماً نعم القائد الذي لا يفتقده موظفوه، فأينما تلفتنا كنت موجوداً، تتفقد هنا، وتزور هناك، وتتابع هنا وترشد وتوجّه هناك، بلا كلل ولا يأس، خمسون عاماً وأنت تحثّ الخطى مخلصاً وحريصاً ووفياً لتعاليم راشد وقيم زايد.. فشكراً لك من قلب وطن يحبك ويدعو لك بكل إخلاصك للوطن ولمواطنيه.

 

Email