البوكيمون.. هناك ما هو أخطر!

ت + ت - الحجم الطبيعي

نالت لعبة «البوكيمون غو» حظاً وافراً من الجدل الإعلامي والمقاربات والانتقادات التي دعت بعض رجال الدين في بعض البلدان الإسلامية إلى تحريم اللعبة، لما تسببه من أضرار على حياة وعقول الناس في هذه البلدان التي يلجأ الناس فيها لسلطة الدين عادة حين لا يريدون إجهاد عقولهم في إيجاد حلول منطقية أو تربوية مقنعة، أما في الغرب فقد أطلقت حرية السوق العنان للفرد لكي يجرب ويتعامل مع اللعبة كما يشاء، مع ذلك فقد دارت نقاشات تربوية في تأثيرها على الأطفال من حيث تحويلهم إلى قطعان مستلبة إزاء كل ما يطرأ في السوق من تجارب قد تعمل على تجهيزهم كأدوات لحروب وصراعات مستقبلية ومن نوع أخطر مما قد نتصور.

أحد أطرف التفسيرات هي ما كتبه قارئ عربي حاول أن يربط بين اللعبة وبين اليهود فكتب: «لتوضيح العلاقة بين البوكيميين واليهود فإن الرابط بينهما موجود ويتمثل بالتشابه الكبير في طبيعة كل منهما، وفي الهدف الذي يسعى الطرفان إليه. ألا وهو تحويل الخيال والوهم إلى حقيقة، فلعبة البوكيمون تهدف إلى نقل مستخدمها من أجواء خيالية وتحويلها في ذهنه وعقله إلى أجواء وعوالم حقيقية تؤدي به إلى الخروج عن الحقيقة والصواب في تعامله مع عالمه الحقيقي، وهذا دون شك ولا ريبة ما يسعى اليهود إليه الآن في تعاملهم مع ملف السلام والقضية الفلسطينية والحقوق العربية!»

في الحقيقة فإن البوكيمون لعبة تافهة في نهاية الأمر، أما معايير نجاحها فقائمة على قوانين السوق وأهمها قانون العرض والطلب، أما ما يتعلق بالربط السياسي باليهود وخلافه فإن هناك لعبة أشد وضوحاً ومأساوية تحصل أمامنا وهي تحطيم البلدان وتشظي المكون الاجتماعي للدول بتمزيق الكيانات السياسية العربية، وتشتيت الناس وتهجيرهم وتوزيعهم على بلدان الإيواء والمهاجر البعيدة وافتعال المآسي والصعاب، قبل أن يتم قبولهم في تلك الأوطان الجديدة ما يجعلهم يتشبثون بها مستبعدين تماماً فكرة العودة لجحيم وطنه.

بهذه اللعبة ضربت فكرة الدولة في ذهن الإنسان كما ضربت فكرة الوطن في وجدانه، كي لا يعود لشعوب الشرق علاقة عاطفية تربطهم ببلدانهم ما يسهل بالتالي محو فكرة المطالبة بفلسطين وغير فلسطين لاحقاً!

Email