الإمارات بلاد الخير والخيّرين

ت + ت - الحجم الطبيعي

يحدث في كل مكان على هذه الأرض الواسعة الممتلئة بالأوبئة والمساوئ والحروب والظلم، أن يعق الابن أمه، وأن يجور الأخ على أخيه وأن يتنكر لأخته، ويحدث أكثر من ذلك مما لا يخطر على بال الأسوياء والطبيعيين من البشر، لأن هذه الدنيا تموج بالغرائب والتصرفات الشاذة الخارجة على أحكام المنطق والرحمة والإنسانية، ولأن الناس مختلفون ويخضعون لدرجات متفاوتة من التربية والتوجيهات والتأثيرات، فإن تصرفاتهم ومعاملاتهم ستكون بطبيعة الحال متفاوتة وغير متفقة، هذا يحدث اليوم والبارحة كما حدث منذ بداية الخلق عندما قتل ابن آدم أخاه، وحارَ كيف يواري جثمانه، لكنْ وحده الخير الذي يملأ النفوس، ووحدها الرحمة والإنسانية التي يتعلمها وينشأ عليها الأفراد من يعدل كفة الميزان الإنساني حين تختل الأفكار، ومن يتكفل بضبط الأمور في نهاية المطاف حين تنحرف الفطرة!

من هذا المنظور الإنساني الخيّر دعا أحد الشباب الإماراتيين عبر حسابه على موقع »سناب شات« متابعيه ليهبوا لمساعدة فتاة إماراتية من ذوي الاحتياجات الخاصة، مهددة بالطرد، وبحاجة إلى مساعدة عاجلة لسداد مبلغ إيجار المكان الذي تسكنه بعد أن تخلى عنها شقيقها وطردها بناء على رغبة زوجته!

بدت القضية وأنا أستمع إلى تفاصيلها أشبه بالتراجيديا ذات المفارقات العجيبة، فالأخ يطرد شقيقته من بيته ليتركها في مهب الحاجة والعوز، وشاب ممن يرى فيهم البعض مجرد أشخاص يثرثرون عبر مواقع التواصل بلا هدف، يتبنى قضيتها بكل شهامة حتى تصل لأكبر عدد ممكن من الناس، فتتم معالجة الحالة على أعلى مستوى، حيث تمكن في النهاية من توفير المبلغ المطلوب وتم تسديده لصاحب العقار، ليحل بذلك أزمة الفتاة ويؤمن لها سكنها واستقرارها، ولا يكتفي، بل يحاول تأمين خادمة لها، وربما عمل تعتاش منه!

هذا بلد خير ورحمة وبركة، الخير فيه باق إلى يوم القيامة، وهو محفوظ ببركة نوايا من أسسوه على الخير وبنوه بالمحبة والنوايا الصادقة، ومن يحكمونه اليوم بالرشاد والحكمة والرحمة، هذا بلد خير طالما لا تزال الرحمة تملأ قلوب الناس فيه، وتحرك مساعي الشباب بكل تلقائية، اللهم احفظ الإمارات حكامها وشبابها وشيبها وكل من يقيم على أرضها من كل سوء وشر.

Email