شرايين حيوية لتعزيز التنمية

بكثير من العناية والاهتمام تتواصل جهود التنمية الوطنية في جميع المجالات، وفي كل قطاعات الاقتصاد الوطني، الانتاجية والخدمية، وذلك في إطار نظرة شاملة ومتكاملة تسعى إلى استثمار الإمكانيات الوطنية المتاحة بما يحقق أفضل عائدات ممكنة لها، في الحاضر والمستقبل من ناحية، مع الاهتمام في الوقت ذاته بالحفاظ على حقوق الأجيال القادمة في الثروة الوطنية، والقيام بكل ما يمكن للتمهيد لتحقيق مصالحها ومصالح الوطن ككل في المستقبل من ناحية ثانية.

 وفي هذا الإطار فإنه في حين يتم العمل في العديد من المشروعات الصناعية، بما في ذلك توسيع مناطق صناعية قائمة والإعداد لإنشاء مناطق صناعية جديدة في عدد من محافظات السلطنة، وكذلك في مجالات السياحة، الزراعة والثروة السمكية، والمياه والكهرباء، والصحة والتعليم والبيئة، جنبا إلى جنب مع استمرار استيعاب الباحثين عن عمل في مختلف القطاعات، فإن قطاع النقل والاتصالات يشكل في الواقع واحدا من القطاعات ذات الأهمية المتزايدة، وذلك بحكم اهتمامه بجوانب ترتبط ارتباطا وثيقا بأهداف التنمية الوطنية، وتيسير تحقيقها، وتوفير جوانب حيوية تسهم بالضرورة في إنجاحها.

 وبالرغم من ان هناك العديد من المشروعات التي يجري العمل فيها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مشروعات تطوير مطار مسقط الدولي ومطار صلالة والمطارات الاقليمية الأخرى، وكذلك عمليات تطوير ميناء السلطان قابوس وتحويله الى ميناء وبوابة سياحية ضخمة للسلطنة، الى جانب تطوير الموانئ العمانية الأخرى، واستكمال مشروعات ميناء الدقم والمشروعات الأخرى فيه،

 فضلا عن مشروعات الطرق التي يجري تنفيذها في مختلف محافظات السلطنة، فإن مجموعة الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها أمس الأول – 16 اتفاقية – بتكلفة تتجاوز 182 مليون ريال عماني، تشكل في الواقع دفعة قوية لقطاع النقل والاتصالات في السلطنة، من أجل الوصول به إلى المستويات التي نتطلع اليها، والتي تجعل من السلطنة ركيزة وبوابة فعالة في حركة التجارة والترانزيت بين منطقة الخليج والعالم من حولنا،

خاصة وانه يتوفر للسلطنة كل المقومات اللازمة، والتي تمكنها من القيام بكفاءة بهذا الدور، وهناك خطوات عملية وناجحة وملموسة في هذا المجال، سواء في ميناء صحار الصناعي او في ميناء الحاويات في صلالة، أو في ميناء الدقم، والتي ينضم إليها ميناء خصب، لتتكامل مع الموانئ العمانية الأخرى لتنشيط حركة النقل والسياحة والتنمية الاقتصادية في البلاد.

 يضاف إلى ذلك ان الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها، تتكامل مع مشروعات إنشاء عدد من الطرق، ورفع كفاءة طرق أخرى، وبما يحقق التكامل أيضا مع خطوط السكك الحديدية التي يجري الإعداد لإنشائها، وهو ما يوفر في الواقع شرايين حيوية تفي باحتياجات التنمية خلال السنوات القادمة، وتحقق مزيدا من التقدم والازدهار للوطن والمواطن على امتداد أرض عمان الطيبة وفي ظل القيادة الحكيمة لجلالة القائد المفدى – حفظه الله ورعاه-.