إحياء دور المتاحف

إحياء دور المتاحف

ت + ت - الحجم الطبيعي

في الإمارات عشرات المتاحف المتنوعة والمتعددة الأغراض، لكن في محصلة حالها وعند تقييمها نشعر وكأنها ذر رماد في العيون، أو ما نقول بالعامية «ترانا سوينا متحف» أو «سوينا قرية تراثية».. يشعلنا الحماس عند البداية بها كمشاريع تهدف إلى إظهار مخزوننا التاريخي وأصالة ثقافتنا ومكاننا، ثم تبدأ تلك الشعلة في الخفوت كلما مر الوقت. بعض تلك المتاحف، أو تلك القرى، أبوابها مقفلة طوال الوقت.

أما المتاحف التي لا زال فيها نفس حياة، فإنها تبدو وكأنها تتنفس أوكسجين استمراريتها بصعوبة، اعتماداً على زيارات عشوائية للسياح، أو اجتهادات وبرامج تنشط فترة وتخبو فترة من قبل دوائر وهيئات السياحة، لكن في النهاية يمكن القول إن إيقاع زيارات المتاحف وتنظيم برامجها لا يزال يحتاج إلى الكثير من العمل.

الواقع يشير إلى أننا نحن أهل المكان وناسه، قد تصبح الصدفة هي الدافع لزيارة مثل هذه المتاحف والقرى، ليس لأننا لم نتشبع بثقافة زيارة المتاحف ولم تتسرب إلى جلودنا كحاجة واحتياج، ولكن لأننا فعلاً لا نرى فيها تطوراً وغنى وأساليب «فرجة» متجددة ومذهلة. وربما لأن أسلوبنا في العرض لا زال تقليديا، نجد أنفسنا نكتفي بزيارات متباعدة، وأحيانا دون قصد.

لا أعرف لماذا اشعر بأن «جماعة المتاحف عندنا»، يشعرون وكأنهم يعرضون بضاعة بسيطة ومتواضعة! ولا أعرف لماذا يسيطر علي شعور بأن «الإخوة»، فهموا المسألة على أنها مخصصة للأجانب فقط، وأن أهل البلاد يعرفون تفاصيل تاريخهم، ولا تغريهم مثلاً «بادلة التلي»، أو «كجوجه» معروضة في غرفة.

وبجانبها شرح بسيط لا يتعدى أربعة أسطر! هذا غير عن أمر متاحف اللقى الآثارية التي لم تتغلغل ثقافتها، حتى لدى طلابنا وطالباتنا، وتلاميذ وتلميذات المدارس الابتدائية وسواها، فأسئلة مثل: لماذا انتمت تلك اللقى لحقب معينة في الزمان، ومن هم الذين استوطنوا أو عبروا الأرض وغيرها من أسرار التاريخ، التي هي أسرار هذا التراب..

لا يحدث هذا التوغل ولا يحدث هذا التماهي والامتداد إلى الماضي التاريخي والحضاري العريق.. المتاحف في النهاية ليست أمكنة جامدة ولا نائمة، وليست مخازن للصمت، هي عكس ذلك تماماً متى دفعنا بها إلى الحياة.

mhalyan@albayan.ae

Email