آخر الكلام

يوميات طالب مدرسة

ت + ت - الحجم الطبيعي

في يوميات الطالب يبدأ الصباح ثقيلا من الفراش إلى الطابور إلى الفصل والسبورة والطباشير، تتكرر الحالة بتكرار الحصص، ثم استراحة لا تكفي لطلب علبة عصير وساندويتش من مقصف المدرسة الذي لا يفتح النفس ولا الشهية، ثم تتوالى الحالة من جديد إلى موعد الانصراف.

هذا لا يلبي فوران دم الشباب، لا يلبي الانطلاق، لا يلبي الاسئلة المكتظة في الذهن، لا يلبي الخيال وجموحه الشرس.بعد المدرسة لا يبقى من امر المدرسة الا فروض المدرسين والمواد الدراسية التي عادة ما يتحايل عليها الطالب ليؤديها على مضض بعدها يفتح ضجيج الخارج بواباته ونوافذه، مراكز وسناتر تجارية والالتزام تجاه الشلة،

سيارات ومغامرات، سينما وافلام، كافتيريات وساندويتشات وعصائر ملونة، مطربون ومطربات، كرة ومباريات، مسجات وعنتريات على الهاتف النقال، بلوتوث مقاطع مصورة، بلوتوث وانترنت لالعاب الفيديو لا للمعلومة الحية، شيشة ودخان وضحك حتى يقفل الليل جفونه المثقلة بالتعب والسهر.

في يوميات الطالب العادي اغلب ما يحدث هو في هذه الدائرة، لكن في يوميات الطالب السوبر فالامر قد يرتفع إلى سهرات من العيار الثقيل، وفي النهاية يلتقي الاثنان عند بوابة المدرسة في صباح يوم جديد وثقيل.

لم تستطع المدرسة ان تخطف الطلبة خطفا من هذا الضجيج، ولا برامجها التي اصابتهم في الاصل بعقم الخيال ودغدغة الطاقات المتفجرة كما تتفجر فوهات البراكين.

كتاتيب بالدرجة الاولى.. هكذا يراها الطلبة لا اقل ولا أكثر، بعضها ونتيجة لحماسة مديريها ولفهمهم وقدرتهم على صناعة حالة جذب استطاع ان يحرث في طاقة الطلاب وفي ارضها الخصبة وتحقق شيء من المنجز الجميل.

كم طالب يعود إلى المدرسة مساء لممارسة نشاط أو تنمية هواية أو ممارسة دور في جمعية طلابية او فريق رياضي؟ كم مدرسة تعود لتفتح أبوابها مساء لاستقبالهم واحتضان احلامهم وامانيهم المختلفة؟

في اطار النسبة والتناسب لا يوجد رقم مفرح، وان وجد فنادر وشاذ عن القاعدة العامة، فمدارسنا تغلق ابوابها بعد اخر حصة على مشهد هروب كبير.

لم تصل مدارسنا إلى التحول إلى مؤسسة حيوية حية متفاعلة على الدوام مع حياة الطالب، ومدارسنا على اوضاعها الحالية لا تستطيع اصلا الوصول الى هذه الكينونة، فهناك بون شاسع بينها وبين ان تكون حية على الدوام ترتبط بالطالب ويرتبط هو بها في ديناميكية تنتج المبهر!.

halyan10@hotmail.com

Email