آخر الكلام

رد الكرم

ت + ت - الحجم الطبيعي

مَنَّ الله على هذه البلاد بشيوخ وحكام كرماء ورجال صادقين يخشون الله، رحماء في تعاملهم مع الناس، لم يترفعوا ولم يتكبروا ولم ينفصلوا ولم ينزووا في بروج، اقتربوا من الناس واعتبروا أنفسهم منهم، لم يلاحقوا المجد ولم يتسلقوا من اجله على أجساد أهلهم وشعبهم كما يفعل غيرهم من الحكام في دول أخرى، بل المجد آتاهم إلى مكانهم لأنهم اصيلون ومعدنهم نادر في الأخلاق والإخلاص والوطنية العالية فصاروا مضربا للمثل في معاني سلوك القيادة.

هذا ما نفخر به في الإمارات، وهذا ما نتعارف عليه، وهذا ما يسير أمورنا في حياتنا، وهذا ما يجعل الآخرين في محل غبطة دائمة من حالنا وأحوالنا. رجالنا وقياداتنا هم الذين يرسمون لنا درب النهضة والرقي ومن يدفعوننا للعيش كأسرة واحدة، بلا حواجز هم ولاة أمرنا الذين تربعوا في قلوبنا بلا منازع وهم من تربعنا في قلوبهم بلا منازع أيضاً، فعشنا هذا الرغد وهذا الرخاء لأنهم وضعونا نصب أعينهم وفي قلوبهم.

لهذا فإننا حينما نفقد واحدا منهم وكأننا نفقد قلوبنا وعيوننا وأرواحنا، لهذا يكون مصابنا في فقد احد منهم اليماً وجللاً بلا ادعاء. لهذا تحزن الإمارات ويحزن قلبها ويحزن ماؤها وترابها وسماؤها وكل من عليها في حالة من حالات فقد الرجال الكرماء.

نحن في الإمارات نشكل حالة نادرة في معنى التلاحم بين القيادة والشعب، لأن المبدأ أسس على مفهوم الأسرة الواحدة، فقادتنا قلوبهم مفتوحة لنا، حيث لا أبواب ولا حواجز، وهذا ما ييسر أمرنا.

اللهم ادم علينا هذه الحال.. اللهم ثبت ولاتنا عليها.. اللهم اجعلنا قادرين على رد الكرم.. اللهم اجعلنا جنودا مخلصين لصون هذا المبدأ في معنى اللحمة والتلاحم.. اللهم ارفع راية قياداتنا وثبتهم على ما هم فيه وادم علينا الود والحب وهذا الانسجام النادر، اللهم آمين.

halyan10@hotmail.com

Email