ترامب يرفض توقيع مشروع قانون لاستمرار عمل الحكومة
قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عدم توقيع مشروع قانون توصل إليه مجلس الشيوخ الأميركي مساء الأربعاء بخصوص النفقات الطارئة، لأنه لا يتضمن تمويل بناء جدار حدودي مع المكسيك، ما يزيد من فرص إغلاق المؤسسات الحكومية، على ما ذكر نواب جمهوريون الخميس.
ويشكل القرار تشددا في طلب ترامب تأمين 5 مليارات دولار لتمويل بناء الجدار مع المكسيك، وهو ما يطالب به بقوة منذ أن بدأ حملته الانتخابية الرئاسية في العام 2015.
وقال رئيس مجلس النواب بول راين إن "الرئيس (ترامب) أبلغنا أنه لن يوقع مشروع القرار التي وصله من مجلس الشيوخ بسبب مخاوفه المشروعة بخصوص أمن الحدود" بعد لقائه وعدد من النواب الجمهوريين ترامب في محاولة لإقناعه بتوقيع الاتفاق قبل حلول عطلة عيد الميلاد.
وتابع "لذا، ما سنفعله هو أننا سنعود لمجلس النواب ونعمل (...) نوّد أن نبقي على الحكومة تعمل لكننا أيضا نريد أن نتوصل لاتفاق يحمي الحدود".
وفي وقت سابق، قال زعيم الغالبية في المجلس ميتش ماكونيل إن التوصل للاتفاق، الذي رفضه ترامب، سيمول العمليات الحكومية الاعتيادية عند مستوياتها الحالية حتى 8 فبراير، ما يجعل واشنطن أقرب إلى تجنب الإغلاق المعطِّل لبعض المكاتب الفدرالية خلال عطلة عيد الميلاد الأسبوع المقبل.
ويأتي التوصل للاتفاق بعد يوم واحد من رفض القادة الديمقراطيين عرضاً لمدة أطول من الجمهوريين كان يمكن أن يزيد أمن الحدود.
وكان مشروع القانون يحتاج إلى موافقة مجلس النواب وتوقيع ترامب عليه قبل منتصف ليل الجمعة حين تنتهي مهلة تمويل هيئات رئيسية مثل وزارة الأمن الداخلي.
وقال زعيم الغالبية الديمقراطية تشاك تشومر بعد تمرير القانون، "حسناً فعل زملاؤنا الجمهوريون في مجلس الشيوخ بأن أدركوا أخيراً أنه يجب عليهم ألا يغلقوا الحكومة بسبب جدار لا يحظى بدعم كافٍ لتمريره في مجلس النواب أو مجلس الشيوخ ولا بدعم غالبية الأميركيين".
وكان مساعدو البيت الأبيض قالوا لوسائل الإعلام إن ترامب يميل إلى توقيع الإجراء الذي كان سيُعد هزيمة للرئيس الذي جادل بقوة للحصول على 5 مليارات دولار لتشييد جدار يصر على أنه سيضبط الهجرة غير القانونية.
وقال ترامب الاسبوع الماضي للديمقراطيين أنه سيكون "فخورا" باغلاق الحكومة بسبب أمن الحدود.
وفور أن يتولى الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب الشهر المقبل، فإنه سيكون من الأصعب أن يعطوا الضوء الأخضر لمنح مزيد من الأموال لترامب لبناء الجدار.
"ضغينة سياسية"
أعرب ترامب عن غضبه البالغ من الديمقراطيين بسبب عدم منحه الأموال الكافية لبناء الجدار، وجدد انتقاده لهم الأربعاء.
وكتب على تويتر "في بلادنا تم إهدار الكثير من المال على مدى العديد من السنوات، ولكن عندما يتعلق الأمر بأمن الحدود والجيش، فإن الديمقراطيين يقاتلون حتى الموت".
وأضاف "لقد فزنا فيما يتعلق بالجيش، الذي يعاد بناؤه بالكامل. وبطريقة أو بأخرى سنفوز بالنسبة للجدار".
وأعرب ماكونيل عن انزعاجه مما أسماه "حساسية الديمقراطيين لسياسات الهجرة العقلانية".
وأضاف "يبدو أن الضغينة السياسية تجاه الرئيس تتغلب على السياسية العقلانية".
واشتكى بعض المحافظين في مجلس الشيوخ من مناورة ماكونيل، وبينهم سناتور تكساس تيك كروز الذي اعرب عن أسفه لتمرير القانون".
وقال "هذه فرصة ضائعة للوفاء بالوعود التي قطعناها للشعب الأميركي".
بدوره قال النائب الجمهوري مارك ميدوز إنه لا يوجد عذر للتراجع عن تمويل الجدار.
وكتب ميدوز، الذي يرأس تجمع الحرية اليميني في مجلس النواب، في تغريدة أن تمديد المهلة حتى 8 فبراير يقدم للديمقراطيين "هدية عيد الميلاد".
وأضاف ان "الديموقراطيين سيفوزون، ولن يتم بناء الجدار، ومرة أخرى يتراجع مجلس الشيوخ بدلا من أن يتخذ موقفا".
