« البيان» تفتح ملف تدخلات نظام الملالي في المنطقة والعالم (9)

إيران.. استراتيجية تخريبية مزدوجة في أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

(لمشاهدة ملف "إرهاب إيران" pdf اضغط هنا)

تتبع إيران عدة أساليب للتغلغل داخل القارة العجوز ويتمظهر الوجود الإيراني هناك في طريقتين الأولى استراتيجية ناعمة تقوم على الادعاء بأنها تمثل الوجه المعتدل للإسلام عبر التقارب مع العلمانيين والليبراليين، عن طريق اذرعها الدينية في العواصم الغربية، بينما تقوم سراً ومن خلال حلفائها بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية، بل تدعم وتؤسس لمدارس الكراهية ضد الغرب من خلال خطب رجال الدين الموالين لها خاصة في المنطقة العربية، حيث أشارت دراسة لمؤسسة الشرق الأدنى في واشنطن انه تم إحباط قرابة 30 مؤامرة إرهابية لحزب الله أو فيلق القدس خلال عامي 2011 و2012.

ورغم المخاطر والتهديدات لحزب الله وفيلق القدس، فإن أوروبا لم تتخذ خطوات قوية إزاء تلك المنظمات بسبب الخوف من عدم استقرار لبنان أو شن هجمات على الأراضي الأوروبية أو على قوات حفظ السلام الأوروبية في لبنان. هناك روابط قوية بين حزب الله وإيران وفيلق القدس وحزب الله. وقد اعترف زعيم حزب الله اللبناني حسن نصرالله بتمويل ودعم إيران له.

فيلق القدس

يركز فيلق القدس على تدريب الجماعات الإرهابية وهي فرقة تابعة تابعة للحرس الثوري الإيراني والمسؤولة أساساً عن العمليات العسكرية والسرية خارج الحدود الإيرانية وقائدها اللواء قاسم سليماني.

وهناك قيادات في السلك الدبلوماسي في الخارج تعمل لصالح برنامج هذه القوات. ومهمتها المعلنة والسرية هي تصدير الثورة الإيرانية في الخارج بكل الطرق.

ووفقاً لمحسن سازايغار وكان احد المؤسسين للحرس الثوري ولكنه في المنفى الآن ومنتقد للنظام الإيراني قال «خلقنا جيش الشعب لحماية البلاد والمساعدة في حالة الطوارئ ولكنه تحول إلى شيء مخيف».

وتعمل قوات القدس في السفارات والمؤسسات الثقافية والدينية والجمعيات الخيرية في أوروبا مثل «جمعية أهل البيت العالمية» التي تجمع معلومات استخباراتية وتجند الطلاب لصالح فيلق القدس، وتوثق علاقاتها الاقتصادية في البلدان الأوروبية.

طالب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية أية الله خامنئي في 2012 قوات القدس بتصعيد الهجمات ضد الأهداف الغربية. يضاف إلى ذلك ان تنسيق «ماهان» للطيران الوثيق مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري ـ نقل العملاء، والأسلحة والأموال سراً على متن رحلاتها ـ يكشف حتى الآن جانباً آخر من التسلل الواسع النطاق للقطاع التجاري الإيراني للحرس الثوري لتسهيل دعمه للإرهاب.

قام الحرس الثوري الإيراني عن طريق فيلق القدس وحزب الله باغتيالات والتخطيط لعمليات إرهابية في أوروبا وكذلك تزوير العملات الأوروبية وبيع المخدرات في أوروبا. ففي النمسا قام عملاء إيرانيون باغتيال عبدالرحمن غاسيمولو وكان يرأس الحزب الديمقراطي الكردستاني بإيران في فيينا عام 1989. وتم القبض على من أطلقوا النار وكان واحد منهم يحمل جواز سفر دبلوماسياً إيرانياً، وقد سمح له بمغادرة البلاد والعودة لإيران بعد ضغوط تعرضت لها النمسا من الحكومة الإيرانية. وقد أشار وزير الإعلام الإيراني بصورة غير مباشرة لهذا الحادث في مقابلة تلفزيونية عندما قال «نحن قادرون على توجيه ضربات موجعة لكوادر الحزب الديمقراطي الكردستاني».

وفي ألمانيا تم اغتيال أربعة أكراد إيرانيين معارضين في مطعم يوناني في برلين عام 1992. وقد أصدرت محكمة ألمانية عام 1997 مذكرة توقيف دولية بحق وزير المخابرات الإيراني هوغارت على فليغان بعد التأكد من انه اصدر أوامر الاغتيال بعلم المرشد الأعلى للثورة الإيرانية. وأشارت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إلى أن عملية اغتيال ألمانيا هي جزء من منظومة لقتل المعارضين السياسيين الإيرانيين.

وأصدرت محكمة جنائية في ألمانيا حكماً بالسجن على جاسوس إيراني مصطفى حيدر لمدة اربع سنوات وثلاثة اشهر. فقد جمع معلومات لقوات القدس بهدف القيام بعمليات إرهابية في ألمانيا وفرنسا وفقاً للسلطات الألمانية. وقال مسوميح بالورتشي ممثل المجلس القومي لمقاومة إيران في ألمانيا إن حكم المحكمة الألمانية يوضح أن الفاشية الدينية الحاكمة لإيران لن تتأخر عن تصدير الإرهاب، وطالب بتحديد وطرد جواسيس النظام الإيراني في ألمانيا وكل أوروبا.

وأعلنت الحكومة الألمانية أن حزب الله هو منظمة إرهابية.

22 تحقيقاً

ذكرت السلطات الألمانية إنها فتحت 22 تحقيقاً جنائياً حول الأنشطة التخريبية الإيرانية في ألمانيا، وذكر المحققون الألمان أن المشتبه به حيدر سيد ناقفي صدرت له أوامر لتحديد مؤسسات في ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية كأهداف محتملة لهجمات إرهابية. وقد اتهم بمراقبة المركز الرئيسي لإحدى الصحف في برلين.

يضاف إلى ذلك حاول داني طراف وهو لبناني ألماني شراء بنادق وصواريخ مضادة للطائرات والدبابات وأسلحة أخرى لحزب الله والذي يعتبر احد اذرع ايران العسكرية وشحنها إلى اللاذقية في سوريا عبر شركة في سلوفاكيا. واقتحمت الشرطة الألمانية مقر «مشروع الأطفال اليتامى اللبنانيين» في مدينة إسن، متهمة الجمعية بتوفير غطاء لجمع الأموال لصالح حزب الله الارهابي.

استغل حزب الله الفرص المتاحة عبر الحدود للاتجار في الأسلحة والأموال النقدية والمخدرات. ففي عام 2008، اعتقلت السلطات الألمانية في مطار فرانكفورت رجلين لبنانيين يحملان أكثر من 8 ملايين يورو كانت قد جمعتها شبكة تهريب الكوكايين التابعة للحزب. وقد تلقى الرجلان تدريبات في معسكرات تابعة لحزب الله، إلا أنه لم يتم اعتقالهما بسبب أنشطة إرهابية أو قتالية، بل بسبب الاتجار في الكوكايين. وقد عُثر على آثار للكوكايين على الأوراق المالية، إلى جانب بصمة إصبع لمهرب مخدرات هولندي شهير. وبعد ذلك بعام، تم اعتقال رجلين آخرين من نفس الشبكة تورطا في نقل المخدرات من بيروت إلى أوروبا، وذلك في مداهمة لأحد المنازل في مدينة شباير.

نقطة تصدير

أُحبطت السلطات القبرصية محاولة إرهابية عام 2015، حيث خزّن كندي من اصل لبناني حسين بسام عبدالله، 8.2 أطنان من مادة نترات الأمونيوم المستخدمة كثيراً لصنع المتفجرات. اعترف عبدالله بالتهم الثماني الموجهة إليه - ومن ضمنها الانتساب إلى منظمة إرهابية (حزب الله)، وحيازة متفجرات، والتآمر لارتكاب جريمة. وكانت هذه هي المرة الثانية في غضون ثلاث سنوات تحكم فيها محكمة قبرصية على عنصر في حزب الله بالسجن بتهمة التخطيط لتنفيذ هجوم في قبرص. ولكن المخطط الأخير كان مختلفاً، ويعود ذلك جزئياً لأنه يكشف أن إنذارات الاتحاد الأوروبي لحزب الله بعدم التحرك على الأراضي الأوروبية لم تردعه إطلاقاً.

وفي يوليو 2012، راقبت السلطات القبرصية شخص سويدي من اصل لبناني وهو عنصر في حزب الله حسام يعقوب، وهو يجري عمليات رصد لمجموعة من السياح، وقامت بإلقاء القبض عليه في غرفته في الفندق بعد ساعات قليلة من تتبعه (وتمت محاكمته وسجنه في النهاية). كان حزب الله يستخدم قبرص كـ «نقطة تصدير» يهرّب عبرها المتفجرات إلى أماكن أخرى لتنفيذ سلسلة من الهجمات في أوروبا. وكان هذا المخطط قد دخل بالفعل حيز التنفيذ، إذ يعتقد المحققون أن المتفجرات التي استُخدمت في تفجير الحافلة في بورغاس عام 2012 ربما قد أتت من مخزون المواد الكيميائية في قبرص.

خطف وإرهاب

ولم تسلم المملكة المتحدة من أنشطة اذرع إيران الإرهابية وهناك دعوات للحكومة البريطانية لحظر الحرس الثوري كمنظمة إرهابية كما فعلت الولايات المتحدة وكندا. فقد خطف خمسة بريطانيين من العراق من قبل الحرس الثوري.

وأعلنت بريطانيا الجناج العسكري لحزب الله منظمة إرهابية كما لو انه منفصل عن الحزب. وهناك تلفزيون «برس» الإيراني يبث باللغة الانجليزية من العاصمة البريطانية لندن ويعمل دعاية للنظام الإيراني.

اقرأ أيضاً:

واجهات دينية تروج في الغرب فرية «اضطهاد الشيعة»

استخدام المال للتأثير في السياسة والإعلام

منظمات حقوقية غربية: حزب الله يقوم بدور مدمر

Email