مديرة وخريجة سياحة.. لبنانية تعمل في جمع القمامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت ليا نوربتليان تحاول نفض غبار التعب بعد يوم شاق وعصيب بالتمشية في الشوارع. لكنها كانت تقع فريسة للإحباط الذي يحاصرها عندما تقع عيناها على تلال القمامة على جوانب الطرق.

وبعد أن كانت تجمع متطوعة ما يمكنها جمعه من القمامة وتنظف ما يمكنها تنظيفه، قررت المرأة اللبنانية البالغة من العمر 35 عاما التوجه مباشرة إلى شركة إدارة النفايات (رامكو)، وهناك علمت بحاجتهم لموظفين فتقدمت بطلب للحصول على عمل.

قالت ليا، التي درست السياحة وكانت تعمل مديرة في حانة: "أنا وقت الكورونا، زوجي كان علقان (عالقا) بقبرص وأنا هون (هنا) فقررت إنه أمشي، هيك تفش خلقي بطريقة منيحة (أقوم بتمشيه لتصفية الذهن)، أنا وعم بمشي أدركت (بالإنجليزية) إنه في زبالة يمين وشمال فبلشت (بدأت) أنضف متطوعة (بالانجليزية).. كنت عم أنضف وأرجع شوف إنه الأكياس على الأرض، ما كنت عم بفهم شو عم بصير بعدين قلت خلاص بدي أنزل ع الشركة تشوف شو القصة. وقتها خبروني إنه في الأزمة تبع الدولار والأجانب (بالإنجليزية) فلو (غادروا) وكانو عايزين 600 موظف فقلتلهن إنه أنا بقدم.. أنا بشتغل".

وقالت نوربتليان إنها سعت بنفسها للمواجهة وتحدت فكرة أن عمل اللبنانيين، وخاصة النساء، في إدارة النفايات يقع ضمن المحظورات.

ترغب المرأة الشابة أيضا في تشجيع الآخرين على العمل في وظائف مماثلة، خاصة في ظل الصعوبات الاقتصادية التي تواجهها البلاد.

وتقول "أنا أول ما بلشت (بدأت) أنضف أصلا ما كنت عم أفكر إنه شي محظور (بالإنجليزية) بالبلد.. ما كنت عارفة إنه اللبنانية ما بيشتغلوا بها المجال (بالانجليزية)، بس إنه فينا نشتغل فيها، أنا ما عم بقول للأبد (بالانجليزية).. يعني العالم يلي درسوا وعندهم آمال وأحلام (بالإنجليزية)، أكيد إنه براسهن عم بفكروا إنه شو نحن درسنا وعملنا كل هي كرمال ننضف طرقات.. ما عم بقول هيك.. بس لأ فينا ننضف طرقات يعني إنه ما ضروري نكب ع الطريق أول شي لأن عم بلاقي كتير كمامات وقفازات (بالإنجليزية) وزبالة وما حدا... ينزل من السيارة بكب هيك".

تتقاضى ليا 40 ألف ليرة لبنانية يوميا، وهو ما كان يعادل 26 دولارا قبل انهيار العملة وأصبح يساوي الآن حوالي خمسة دولارات فقط بحسب السعر المتداول بالسوق السوداء.

لقد أدى انهيار الليرة إلى نزوح كثير من العمال الأجانب من البلاد على مدى الأشهر القلائل الماضية. لكن ليا نوربتليان تقول إن على اللبنانيين أن ينظروا إلى الأمر بعين أخرى ومن منظور مختلف، باعتباره فرصة للعمل داعية أبناء بلدها للحفاظ على الجمال الطبيعي للبنان.

وقالت "ما حدا عم بقدم (لا أحد يتقدم للعمل)... فالأجانب ما بعتقد رح يرجعوا لهون ونحن أصلا هلق (الآن) علقانين هون وما رح نقدر نفل (نغادر) وفي أيام أصعب جايين يعني عندي أمل (بالإنجليزية) عنجد العالم يقدموا ويفهموا إنه عايشين بوضع كتير بشع"

وأضافت "نحن عنا أراضي كتير حلوة بلبنان إنه حرام عنجد حرام إنه الشجر عم شوف عليهن أكياس زبالة.. كأن هي صارت شجرة لبنان، شجرة الزبالة.. إنه أكيد في كتير مشاكل عم نمرق فيها (نعاني بسببها) بس إنه كلنا لازم نشتغل مع بعض".

Email