محاولة اغتيال حمدوك.. أصابع الاتهام تطارد «الإخوان»

ت + ت - الحجم الطبيعي

تذكّر السودانيون مقولة للمفكر، الحاج وراق، عندما سئل في أواخر عهد نظام الإخوان حول عدم وجود تفجيرات إرهابية في السودان، فرد بقوله: «يكاد السودان البلد الوحيد في المنطقة الذي لا تحدث فيه هجمات انتحارية أو تفجيرات بالسيارات المفخخة، وذلك ليس لأننا مسلمون بالضرورة، ولكن لأن من يقوم بهذه الأعمال هم الآن في سدة الحكم، دعهم يفقدون السلطة وسترى بأم عينيك العجب العجاب».

استرجع السودانيون هذه الكلمات، بعد يوم عصيب عاشوه في أعقاب المحاولة الإرهابية الفاشلة لاغتيال رئيس وزراء الحكومة الانتقالية، عبد الله حمدوك، وهو في طريقه من منزله بضاحية كوبر في الخرطوم بحري إلى مقر مجلس الوزراء في الخرطوم. لم تكد تمر على الحادثة سوى دقائق معدودة حتى عبرت الأوساط في السودان، عن إدانتها، مشيرة فيما اتجهت أصابع الاتهام نحو أنصار نظام الإخوان المخلوع، باعتبارهم من فقدوا السلطة بعد أن لفظهم الشعب السوداني.

وتوالت بيانات الشجب والإدانة من كل الفعاليات والمكونات السودانية، فيما خرج الآلاف في مناطق متفرقة من البلاد في مواكب استنكار واسعة. وطالبت المواكب بضرورة حسم بقايا النظام المخلوع الذين يعملون على إعاقة الحكومة الانتقالية في إنجاز مهامها، إذ شدد عدد ممن استطلعتهم «البيان» قرب موقع التفجير، على ضرورة التعامل الحاسم مع عناصر الثورة المضادة.

قوى الظلام

وحمّلت قوى الحرية والتغيير، ما أسمتها قوى الظلام، مسؤولية المحاولة الفاشلة لاغتيال حمدوك. وقال الناطق الرسمي لقوى الحرية والتغيير وجدي صالح عبده لـ«البيان»، إنّ الحادثة تعد جريمة دخيلة على المجتمع السوداني، مشيراً إلى مسؤولية «قوى الظلام» التي تحاول وقف عملية التغيير، وتعطيل مسيرة الثورة من بلوغ غاياتها وأهدافها في إقامة دولة المواطنة والحرية والسلام والعدالة، على حد قوله.

وأضاف عبده: «لكن خاب أمل من نفذوا المحاولة، وستخيب كل محاولاتها اليائسة، ولن يعود السودان إلى ما قبل ثورة ديسمبر، وستبلغ الثورة غاياتها ولن تنجر البلاد إلى الفوضى، والعنف والعنف المضاد، الثورة السودانية ثورة قيم كان شعارها السلمية وستبلغ غاياتها في التنمية». وشدد القيادي بالحرية والتغيير، على أن السلطة الانتقالية قادرة على حفظ السلم والأمن في البلاد، وأن الشعب السوداني، والثوار قادرون على حماية الثورة حتى تبلغ غاياتها.

ترتيبات صارمة

بدوره، يرى المحلل السياسي ورئيس تحرير الصحيفة السودانية أشرف عبد العزيز في تصريحات لـ«البيان»، أنّ الحادثة تستدعي وضع ترتيبات تأمين صارمة للشخصيات السيادة سواء كان في مجلس السيادة أو مجلس الوزراء، لافتاً إلى أنّ قوى الثورة المضادة هي الجهة الوحيدة المستفيدة، لاسيما في ظل المؤشرات الإيجابية للحكومة الانتقالية بفك العزلة الخارجية إثر لقاء وفد من وزارة الخزانة الأمريكية، وقرب رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، فضلاً عن التحسن النسبي في مؤشرات الاقتصاد رغم الأزمة، والتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية.

كلمات دالة:
  • السودان،
  • رئيس الوزراء،
  • عبدالله حمدوك،
  • محاولة اغتيال،
  • الإخوان
Email