الفخ التركي يُفسد اتفاق موسكو

ليبيا.. أوروبا تتسلم دفة الحل

ت + ت - الحجم الطبيعي

حددت ألمانيا الأحد المقبل موعداً لمؤتمر دولي حول ليبيا تشارك فيه 12 دولة إضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، مع توجيه دعوة لطرفي النزاع الليبي، وذلك بعد يوم من فشل جهود التوصل إلى اتفاق في موسكو برعاية ثنائية (روسيا وتركيا) حيث رفض قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر التوقيع على الاتفاق بسبب الأبعاد السياسية الذي تضمنته المسودة وشرعنته التدخل التركي.

وبذلك خرجت الأزمة الليبية عن محاولة الرعاية الروسية التركية المشتركة، على غرار ما هو حاصل في سوريا، وانتقلت إلى أوروبا حيث هناك عدد أكبر من اللاعبين الدوليين والإقليميين، الأمر الذي أثار غضب الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي خرج بتصريحات انفعالية ضد حفتر نتيجة فشل أنقرة في حصر الأزمة بينها وبين روسيا وشرعنة تدخلها العسكري في ليبيا واتفاقها غير الشرعي حول تقاسم الغاز مع حكومة الميليشيات في طرابلس.

وبرفض حفتر التوقيع على «الفخ التركي»، لم تحقق أنقرة أياً من أهدافها المباشرة.

وأفادت الحكومة الألمانية بأن من بين الدول المشاركة في مؤتمر برلين، الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وتركيا ومصر، ودول إقليمية، لكن تحيط الشكوك بشأن انضمام طرفي النزاع المشير خليفة حفتر ورئيس حكومة الوفاق فائز السراج إلى المؤتمر، علماً أن كليهما مدعو للمشاركة.

ولا يزال من غير الواضح، ما إذا كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيشارك في المؤتمر، ومن المتوقع أن يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.

وأوضحت الحكومة الألمانية أن الهدف من هذه العملية تقديم الدعم من قبل مجموعة من الدول والمنظمات الدولية لجهود الأمم المتحدة الرامية إلى الحفاظ على سيادة ليبيا وإجراء عملية مصالحة داخلية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن وقف إطلاق النار في ليبيا يبقى سارياً إلى أجل غير محدد رغم رفض المشير خليفة حفتر توقيع اتفاق رسمي لأنه بحاجة إلى «يومين» إضافيين لدرسه. وأكدت الوزارة أن اجتماع موسكو بين الأطراف الليبية أفضى إلى «التوصل لاتفاق مبدئي بين الأطراف المتنافسة للإبقاء على وقف الأعمال العدائية وتمديده إلى أجل غير محدد».

في الأثناء، بحث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي في القاهرة، الأزمة الليبية، في ضوء قرب انعقاد مؤتمر برلين وتم التوافق على تكثيف الجهود المشتركة لدعم مساعي التسوية السياسية للوصول إلى حل شامل.

وأعلن الجيش الوطني الليبي جاهزية قواته واستعدادها لتحقيق النصر. وأكد مصدر عسكري ليبي لـ«البيان» أن حفتر رفض التوقيع على اتفاق موسكو كي لا يمنح الشرعية للتدخل التركي.

وأضاف المصدر أن الاتفاق يخدم مصلحة تركيا فقط حيث يشرعن التدخل التركي المباشر ويجعل من أنقرة جزءاً أساسياً في تقرير مصير البلاد، إلى جانب أنه يمنح الشرعية لمذكرتي التفاهم الموقعتين بين أردوغان والسراج في نوفمبر الماضي، ويجعل منهما واقعاً على الأرض.

اقرأ أيضاً:

الجيش الليبي لـ«البيان»: مشروع اتفاق موسكو يشرعن التدخل التركي

Email