انخفاض مفاجئ في البطالة الأمريكية يخفي "كارثة تسريح" قادمة!

انخفض عدد الأمريكيين الذين تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الأسبوع الماضي، في مؤشر مفاجئ على أن عمليات التسريح ما زالت منخفضة للغاية، رغم إعلان عدة شركات بارزة عن تخفيض الوظائف.

فقد أفادت وزارة العمل الأمريكية، يوم الأربعاء، بأن عدد طلبات الحصول على إعانات البطالة للأسبوع المنتهي في 22 نوفمبر انخفض بمقدار 6 آلاف طلب مقارنة بالأسبوع السابق، ليصل إلى 216 ألف طلب، متجاوزاً بذلك التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع طفيف.

ويُعتبر عدد الأشخاص الذين يتقدمون للحصول على إعانات البطالة مؤشراً شبه فوري على حالة استقرار وصحة سوق العمل.

هذا الانخفاض في الطلبات الأولية مدعوم بمؤشرات أخرى تؤكد مرونة سوق العمل، حيث سجل المتوسط المتحرك لأربعة أسابيع انخفاضاً طفيفاً، مؤكداً أن الاتجاه العام لوتيرة التسريح ما زال عند مستويات تاريخية منخفضة.

والأهم من ذلك، أن عدد الأشخاص الذين ما زالوا يتلقون إعانات البطالة (الطلبات المستمرة) سجل انخفاضاً أيضاً، مما يشير إلى أن أولئك الذين فقدوا وظائفهم يجدون فرص عمل بديلة بسرعة كبيرة، الأمر الذي يؤكد أن السوق لا يزال قوياً بما يكفي لاستيعاب العاملين المسرحين.

يُعد استمرار قوة سوق العمل تحدياً مباشراً لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي)، حيث تُعتبر هذه البيانات دليلاً على أن السوق لا يزال "ساخناً جداً" وغير مستجيب لجهود التبريد الناتجة عن رفع أسعار الفائدة.

استمرار هذا الضغط في سوق العمل يعني بقاء الضغط على الأجور وبالتالي التضخم، مما قد يدفع الفيدرالي إلى التفكير في المزيد من التشديد النقدي، أو الإبقاء على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول من المتوقع، وهو ما يثير قلق الأسواق المالية.

وتجدر الإشارة إلى أن عمليات خفض الوظائف التي أعلنت عنها مؤخراً شركات كبيرة مثل "تارجت" و"أمازون" وغيرها، عادة ما تستغرق أسابيع أو أشهراً لتنفيذها بالكامل، وبالتالي قد لا يكون لها انعكاس مباشر وكامل في بيانات طلبات إعانات البطالة الحالية، مما يعني أن التأثير الكامل لهذه التسريحات قد يظهر في البيانات الصادرة خلال الأسابيع المقبلة.