رد الكاتب نوح أوبنهايم، صاحب رواية الإثارة النووية "بيت الديناميت A House of Dynamite" للمخرجة كاثرين بيجلو، على الانتقادات التي وجهها البنتاغون بشأن دقة تصوير الفيلم لأنظمة الدفاع الصاروخي الأمريكية، قائلاً إنه "يختلف مع هذه الشكاوى باحترام"، مؤكداً أن العمل يستند إلى مشاورات مع خبراء في هذا المجال.
وفي مذكرة داخلية مؤرخة في 16 أكتوبرحصلت عليها وكالة بلومبرغ، أعربت وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكية عن استيائها من تصوير الصواريخ الاعتراضية في الفيلم على أنها تخطئ أهدافها، مشيرة إلى أن هذا الطرح يُفهم أنه جزء من الحبكة الدرامية المخصصة للترفيه، لكنها شددت في المقابل على أن نتائج الاختبارات الواقعية أظهرت أن الصواريخ الاعتراضية الأمريكية "حققت معدل دقة بنسبة 100% خلال أكثر من عقد من الزمان.
وفي المقابل، أوضح أوبنهايم، الذي شغل سابقاً منصب رئيس شبكة NBC News، أنه أجرى محادثات مع عدد من خبراء الدفاع الصاروخي المسجلين، مؤكداً أن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي يعاني من عيوب خطيرة، وأضاف: "ما نعرضه في الفيلم يعكس هذه الحقيقة، وهو تصوير دقيق لما يمكن أن يحدث في ظروف معينة".
تدور أحداث الفيلم حول فشل الصواريخ الاعتراضية الأمريكية المنطلقة من ألاسكا في إيقاف ضربة نووية خيالية تستهدف مدينة شيكاغو، وهو ما أثار نقاشاً واسعاً حول مدى واقعية السيناريو الذي يقدمه الفيلم.
من جانبها، قالت عالمة الفيزياء النووية لورا جريجو من اتحاد العلماء المعنيين لـ"بلومبرغ"، إن التهديد الذي يصوره الفيلم يمكن اعتباره من أكثر التهديدات وضوحاً التي قد تواجهها الولايات المتحدة، لكنها أوضحت أن الدفاعات الواقعية يجب أن تكون قادرة على التعامل مع صواريخ متعددة، وتهديدات وهمية متقدمة، وهجمات تستهدف أنظمة الدفاع نفسها، وهي عناصر لم يتناولها الفيلم، مضيفة أن التهديد في الفيلم يبدو أكثر بساطة مقارنة بالسيناريوهات الحقيقية المحتملة.
وفي تصريحات لصحيفة "الغارديان"، أكدت المخرجة كاثرين بيجلو أن الفيلم لم يسعَ للحصول على موافقة أو تعاون من وزارة الدفاع الأمريكية حفاظاً على استقلاليته الفنية، مشيرة إلى أن الترسانة النووية الأمريكية هي نظام قابل للخطأ، وأضافت: "يعمل داخل هذا النظام رجال ونساء بلا كلل، وكفاءتهم هي ما يسمح لنا بالعيش في أمان نسبي، لكن الكفاءة لا تعني العصمة من الخطأ".
وتشير التقارير إلى أن الولايات المتحدة تمتلك حالياً 44 صاروخاً اعتراضياً أرضياً متمركزة في ألاسكا وكاليفورنيا، فيما منح البنتاغون عام 2020 عقداً بقيمة 13.3 مليار دولار لشركة نورثروب غرومان لتطوير جيل جديد من الصواريخ الاعتراضية من المقرر تسليمها في عام 2029.
وفي سياق متصل، كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اقترح في مايو الماضي إنشاء نظام صاروخي جديد يحمل اسم "القبة الذهبية"، يهدف إلى استخدام أسلحة فضائية لاعتراض الضربات النووية المحتملة ضد الولايات المتحدة، في إطار تعزيز قدرات البلاد الدفاعية في مواجهة التهديدات العالمية المتصاعدة.
