وعلى ما يبدو فإن بوتين يحاول الاستفادة من «علاقة الصديق اللدود» مع نظيره الأمريكي، ويسعى بوتين لربح الوقت دون تقديم أي تنازلات بالاستفادة من سعي ترامب، للحصول على جائزة نوبل بتقديم وعود دون ضمانات.
حيث إن الرئيس الروسي استعاد الصخب الإعلامي بعد سنوات من العزلة الغربية، وعاد إلى الأراضي الأمريكية لأول مرة منذ عقد، من خلال قمة ألاسكا واستقبل بمقاتلات أمريكية، وسجادة حمراء.
ويبدو أن صبر ترامب وصل إلى حد النهاية، بعدما صرح أن بوتين خذله، ولكن حسب محللين فإن ترامب، الذي غالباً ما يصف نفسه بأنه صانع صفقات بارع، فتح المجال أمام بوتين لربح الوقت.
وقد يكون هذا التصعيد محاولة من ترامب لإظهار أنه قادر على القيادة والتعامل مع التحديات الجيوسياسية بجدية، معتبراً أن المواجهة المستمرة مع روسيا تعيق إمكانية تحقيق تفاهمات استراتيجية.
الرئيس الأمريكي متقلب كثيراً، ولا يؤخذ على تصريحاته، فهو ينتقد بوتين بشدة لحد التهديد، ويلتقي به ليغدق ما يكفي من المديح. تأتي رغبة ترامب في فهم بوتين بشكل أفضل وسط قلق أوكراني وأوروبي من أن البيت الأبيض يتعرض للتلاعب من قبل الكرملين.
وقد يسعى ترامب إذا ما أراد لعب دور الوسيط، إلى طرح مقاربات «خارج الصندوق» لتبادل الأراضي، غير أن نجاح أي مبادرة يتطلب مرونة من موسكو وكييف.
هدد ترامب في أكثر من مناسبة باتخاذ إجراءات صارمة ضد موسكو، لكنه لم يتخذ أي خطوات فعلية حتى الآن، رغم تجاهل الكرملين للمواعيد، التي حددها الرئيس الأمريكي للتوصل لاتفاق، وتهديداته المتكررة بفرض العقوبات.
لكن ترامب لوح بتوجيه حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف تقدر بنحو 10 مليارات دولار، وقد تشمل تفويضا باستخدام أسلحة هجومية جديدة قوية، من بينها 18 صاروخا بعيد المدى من طراز «أتاكمز» (ATACMS).
عقوبات
الرئيس الأمريكي يعتبر نفسه صانع صفقات بارعاً، ويبدو أنه لم ييأس من محاولة إبرام صفقة مع الرئيس الروسي، ويعتبر أن العقوبات بشكل عام مبالغ في استخدامها، وغير فعالة في كثير من الأحيان.
ويرى أن فرض العقوبات من شأنه تصعيد التوترات مع موسكو، ما قد يُضعف آمال وقف إطلاق النار في الصراع الدائر في أوكرانيا، لذلك فإن العلاقات بين البلدين تشهد أنه لا خلاف ولا اتفاق أيضاً، وبالتالي يتعين انتظار «الصفقة الكبرى» القادمة، التي يحرص ترامب على تحقيقها للفوز بجائزة نوبل للسلام.
