نجح ترامب في جذب شريحة واسعة من الناخبين، خصوصاً من فئة الشباب والرجال غير البيض الذين لا يحملون شهادات جامعية.
أما الآن، فيتوجب على الحزب الجمهوري مواجهة التحدي الأكبر، كيف يمكن تحفيز هذه القاعدة غير المعتادة على المشاركة مجدداً في انتخابات منتصف الولاية، التي عادة ما تتسم بانخفاض كبير في معدلات الإقبال.
فكما استفاد أوباما من إقبال قوي للناخبين غير المنتظمين في فوزه عام 2008، كافح الديمقراطيون لاحقاً من أجل حشد ناخبيه في انتخابات التجديد النصفي، مما أدى إلى خسائر قاسية في عامي 2010 و 2014.
ورغم أن الجمهوريين اليوم لا يدافعون عن العدد الهائل من المقاعد الهشة التي خسرها الديمقراطيون، فإن أغلبيتهم الضئيلة في مجلسي النواب والشيوخ تعني أن أي خسائر، حتى لو كانت صغيرة، قد تكلفهم الأغلبية، خصوصاً في مجلس النواب.
هذا التراجع يعزز ثقة الديمقراطيين في أن الجمهوريين سيواجهون صعوبة في حشد هؤلاء الناخبين في انتخابات التجديد النصفي.
ويؤكد مايك مارينيلا، السكرتير الصحفي للجنة الحملة الوطنية للكونغرس الجمهوري، أن "السؤال الأكبر في هذه الدورة هو: كيف نحشد هذه القاعدة التي خرجت بقوة في الدورة الماضية؟".
وتُفسر بيانات شركة "كاتاليست" (Catalist) هذا التراجع، حيث تُظهر أن حوالي 40% من الناخبين الذين شاركوا في الانتخابات الرئاسية لم يصوتوا في انتخابات التجديد النصفي اللاحقة.
هذا الانخفاض الهائل في الإقبال أدى إلى إعادة تشكيل التركيبة السكانية للناخبين، حيث أصبح الناخبون في منتصف الولاية أكبر سناً وأكثر بياضاً.
على سبيل المثال، انخفضت نسبة الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عاماً من 17% في عام 2008 إلى 10% فقط في عام 2014.
وفي عام 2022، خسر الديمقراطيون الأغلبية لكنهم قدموا أداءً أفضل بكثير مما كان متوقعاً.
وثانياً، سلوك الناخبين الملونين، الذين شهدوا زيادة غير عادية في عدد الناخبين الجدد الذين خرجوا لمعارضة ترامب في عام 2018. ومع ذلك، أظهر ترامب جاذبيته الخاصة بين الناخبين غير المنتظمين، حيث كان أداؤه أفضل في عام 2020 بين الشباب واللاتينيين والآسيويين الأمريكيين.
ورغم تفاؤل الجمهوريين بأن هذا التحول دائم، يرى الديمقراطيون أن هناك علامات وفيرة على أن الناخبين الجدد الذين تحولوا نحو ترامب في 2024 يعيدون النظر بالفعل.
ويواجه ترامب مخاطر مزدوجة في 2026، إما أن ينخفض إقبال ناخبيه الجدد بسبب خيبة أملهم من عدم تحسن تكاليف المعيشة، أو أن تعيد أجندته المتشددة في ولايته الثانية إيقاظ الناخبين المناهضين له الذين لم يشاركوا في 2024.
فوفقًا لما قاله الاستراتيجي الديمقراطي مايكل بودهرزور، لو علم ناخبو بايدن الذين بقوا في منازلهم العام الماضي أن أجندة ترامب تتضمن إجراءات مثل مداهمات الهجرة، لكانوا قد عادوا للمشاركة.
