يبدو أن البيت الأبيض يستعد لإثارة حالة من الترقب السياسي، حيث أعلن أن الرئيس دونالد ترامب سيصدر إعلاناً مساء اليوم من المكتب البيضاوي. يأتي هذا الإعلان في خضم مرحلة سياسية متوترة، حيث يمارس ترامب سلطة واسعة وغير مقيدة، غالبًا ما تتجاوز الأعراف الدستورية، في الوقت الذي يكافح فيه الحزب الديمقراطي لإيجاد استراتيجية موحدة لمواجهة ناخبيه الغاضبين .
وفيما يتعلق بتكهنات المتوقعة والتفاصيل المرتبطة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم من مكتبة فى البيت الابيض يشير تقرير "CNN" الى إن الرئيس الأمريكي قد يُظهر عجلة غير مألوفة في تنفيذ أجندته، فهو لا يتردد في التهديد بإرسال قوات الحرس الوطني إلى المدن التي يحكمها الديمقراطيون، ويسرّع عمليات ترحيل المهاجرين على نطاق واسع.
كما يشن حربًا شعواء على البيروقراطية الفيدرالية، وهو ما أدى مؤخرًا إلى إقالة كبار العلماء من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها. هذه التحركات، التي تفتقر إلى أي تنسيق أو حكمة سياسية، تُظهر استهانة بالغة بالمؤسسات الحكومية ومبادئها.
على الصعيد الدولي، يستمر ترامب في ممارساته المثيرة للجدل. ففي تناقض صارخ، يطالب بجائزة نوبل للسلام في الوقت الذي تتسبب فيه سياساته التجارية في تقويض سمعة الولايات المتحدة كقوة اقتصادية مستقرة، بل ودفعت دولًا مثل الهند إلى التحالف مع الصين. ورغم أن محكمة استئناف قضت بعدم شرعية بعض تعريفاته الجمركية، إلا أن هذا التراجع القانوني لا يبدو أنه سيغير من نهجه العدواني.
معضلة الديمقراطيين
على الجانب الآخر، بدأ الديمقراطيون، بعد فترة طويلة من الصمت السياسي، في استعادة بعض الزخم، ولكن بشكل متفرق، وبينما يحاول حكام مثل غافين نيوسوم في كاليفورنيا وجي.بي، بريتزكر في إلينوي مواجهة ترامب بشكل فردي، تظل استراتيجية الحزب ككل غير واضحة.
يقع الديمقراطيون في فخ محكم نصبه لهم ترامب: فالمقاومة الحازمة قد يستخدمها ضدهم لاتهامهم بالتساهل مع الجريمة، بينما الاستسلام سيخيب آمال ناخبيهم قبل انتخابات منتصف الولاية. هذا الموقف المتأرجح يُظهر ضعفًا سياسيًا وعدم قدرة على استغلال نقاط الضعف الواضحة في سياسات ترامب.
أزمة "إغلاق الحكومة" الوشيكة تُعد اختبارًا حقيقيًا لقدرة الديمقراطيين على الصمود. ففي الوقت الذي يربطون فيه تعاونهم بضرورة معالجة "أزمة الرعاية الصحية"، يؤكد مسؤولون في البيت الأبيض أن ترامب لن يقبل سوى بالاستسلام الكامل. وفي ظل سيطرة الجمهوريين على واشنطن، تبدو خيارات الديمقراطيين محدودة للغاية، مما يعيد إلى الأذهان استسلامهم السابق خلال مواجهات الإنفاق.
تحدي المؤسسات
من الواضح أن ترامب نجح في تحويل الأنظار عن القضايا التي قد تضعف موقفه. ففي الوقت الذي تتصاعد فيه الأسئلة حول قضية جيفري إبستين ودور إدارته في إخفاء المعلومات، والتي قد تثير انقسامات داخل الحزب الجمهوري نفسه، يبدو أن ترامب مصمم على إبقاء التركيز على قضاياه المفضلة.
ورغم أن هذه القضايا قد لا تكون حاسمة في الانتخابات القادمة، إلا أن ترامب يضمن من خلالها بقاءه محور النقاش السياسي. إن استمراره في تحدي استقلالية المؤسسات الحكومية، مثل الاحتياطي الفيدرالي، وإطلاق تصريحات مثيرة للجدل حول "حق الرئيس في فعل أي شيء".
