«قمة شنغهاي».. اجتماع الثلاثة يثير حفيظة ترامب

شي جين بينغ وبوتين وكيم جونغ أون أثناء وصولهم إلى مقر الاحتفال بقاعة الشعب الكبرى في بكين
شي جين بينغ وبوتين وكيم جونغ أون أثناء وصولهم إلى مقر الاحتفال بقاعة الشعب الكبرى في بكين

أحيا 26 من قادة العالم يتقدمهم الرئيس الصيني، شي جين بينغ، ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، الذكرى الـ80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، عبر استعراض عسكري ضخم في احتفال أثار حفيظة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي اتهم الزعماء الثلاثة بالتآمر ضد بلاده.

وفيما اتهم الأوروبيون بكين وموسكو وبيونغيانغ بتشكيل تحالف استبدادي يتحدى النظام العالمي، أكد جين بينغ، أن الصين لا يمكن إيقافها، محذراً من وقوف العالم على مفترق طرق.

وافتتح شي جين بينغ، أمس، عرضاً عسكرياً ضخماً في بكين، محذراً من أن العالم يقف اليوم عند مفترق طرق. وقال شي في خطابه: اليوم تواجه البشرية خيار السلام أو الحرب، والحوار أو المواجهة، والربح المشترك أو المعادلة الصفرية.

مشيراً إلى أن الشعب الصيني يقف بثبات في الجانب الصحيح من التاريخ والحضارة والتقدم، مؤكداً التزام بلاده بمواصلة طريق التنمية السلمية.

وأعلن جين بينغ أن بلاده لا يمكن إيقافها، لافتاً إلى أن نهضة الأمة الصينية لا يمكن إيقافها والقضية النبيلة المتمثلة بالسلام والتنمية للإنسانية ستنتصر حتماً.

ودعا الرئيس الصيني، دول العالم إلى القضاء على السبب الجذري للحرب ومنع تكرار المآسي التاريخية. وأضاف: لا يمكن ضمان الأمن المشترك إلا عندما تتعامل دول العالم مع بعضها البعض على قدم المساواة، وتعيش في وئام، وتدعم بعضها البعض.

وأثار الاحتفال حفيظة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي اتهم نظيره الصيني شي جين بينغ، بالتآمر ضد بلاده مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-أون. وكتب ترامب في منشور على منصته تروث سوشال:

أتمنى للرئيس شي ولشعب الصين العظيم يوماً رائعاً من الاحتفالات.. أرجو منكم إبلاغ أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم جونغ-أون بينما تتآمرون ضدّ الولايات المتحدة.

وشدد ترامب على أن السؤال المهم المطلوبة الإجابة عنه هو ما إذا كان الرئيس الصيني شي سيذكر القدر الهائل من الدعم والدم الذي قدمته الولايات المتحدة للصين لمساعدتها على الحصول على حريتها، على حد قوله.

ورد الكرملين على الفور، عبر التأكيد أن الصين وروسيا وكوريا الشمالية لا تخطط لأي مؤامرة ضد الولايات المتحدة. وقال يوري أوشاكوف، مستشار السياسة الخارجية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين: أود أن أقول إن أحداً لم يحرض على أي مؤامرات ولم يدبر أحد أي شيء..

بالإضافة إلى ذلك، لم يفكر أحد في الأمر، ولم يفكر فيه أي من الزعماء الثلاثة، معرباً عن أمله أن تكون تصريحات ترامب القصد منها السخرية. وشدد أوشاكوف على أن الجميع يدركون الدور الذي تضطلع به الولايات المتحدة والإدارة الحالية للرئيس ترامب والرئيس ترامب شخصياً في الوضع الدولي الراهن.

تحالف استبدادي

بدورها، قالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، إن زعماء الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية الذين ظهروا معاً في عرض عسكري في بكين يمثلون تحالفاً استبدادياً يتحدى النظام العالمي القائم على القواعد.

وأضافت كالاس للصحفيين في بروكسل: بينما يجتمع زعماء الغرب على طاولة الدبلوماسية، يسعى تحالف استبدادي إلى إيجاد طريق سريع نحو نظام عالمي جديد..

عندما نرى رئيس الصين شي واقفاً إلى جانب زعماء روسيا وإيران وكوريا الشمالية في بكين اليوم، فهذا ليس مجرد مشهد مناهض للغرب، وإنما تحدٍّ مباشر للنظام الدولي القائم على القواعد.

تبادل ثناء

على صعيد متصل، شكر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، على مساعدته روسيا على إخراج القوات الأوكرانية من منطقة كورسك، قائلاً إن جنود بيونغيانغ قاتلوا ببسالة.

وأشاد بوتين أثناء اجتماعه مع كيم في بكين، بالثقة والصداقة بين البلدين، مشيراً إلى أن إرسال الجنود كان فكرة الزعيم الكوري الشمالي. وقال بوتين في مستهل اجتماع مع نظيره الكوري الشمالي:

بمبادرة منكم، كما هو معروف، شاركت قواتكم الخاصة في استعادة منطقة كورسك.. لن ننسى قط التضحيات التي قدمتها قواتكم المسلحة وعائلات جنودكم. وشوهد الزعيمان في تسجيل مصور نشره الكرملين وهما يتصافحان ويتعانقان، قبل أن يدعو بوتين كيم لزيارة روسيا. وتعهد كيم بالدعم الكامل لبوتين، واعداً ببذل كل ما بوسعه لمساعدة موسكو.

وقال كيم لبوتين: إذا كان هناك أي شيء يمكنني أو يجب أن أفعله لك وللشعب الروسي، فإنني أعتبره واجباً كالتزام أخوي. في الأثناء، ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية، أن الزعيم الكوري الشمالي صافح رئيس الجمعية الوطنية الكورية الجنوبية وو وون-شيك. وقالت الوكالة نقلاً عن مكتب وو، إنهما تصافحا قبل بدء العرض العسكري.