زيلينسكي يقترح حماية من «الناتو» ويلمح لتنازلات

جانب من محادثات بين الوفدين العسكريين الروسي والكوري الشمالي في بيونغ يانغ
جانب من محادثات بين الوفدين العسكريين الروسي والكوري الشمالي في بيونغ يانغ

مع هرولة العد التنازلي لوصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بدأ المشهد على ساحة الحرب الأوكراني يتشكل على نحو سريع. فالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدأ يكثر من الحديث عن حل سياسي، بل ويلمح إلى استعداد للتخلي عن بعض الأراضي مقابل حماية من حلف الناتو، في حين يحذر المستشار الألماني منافسه من «الروليت الروسي» إزاء أوكرانيا.

وقال زيلينسكي، إن أوكرانيا يمكن أن توافق على وقف إطلاق النار مع روسيا إذا وسع «الناتو» حمايته لأجزاء من البلاد تسيطر عليها أوكرانيا، وفقاً لما قاله لقناة «سكاي نيوز» البريطانية.

وألمح زيلينسكي في خطاب أمام البرلمان في كييف إلى أن أوكرانيا قد لا تحتاج إلى استعادة جميع الأراضي التي سيطرت عليها روسيا بطرق عسكرية، وأنه يمكن أن تترك هذا الأمر لحل دبلوماسي في المستقبل. تصريحات زيلينسكي تأتي فيما تواجه أوكرانيا ضغطاً متزايداً على طول الخطوط الأمامية التي تبلغ ألف كيلومتر.

سجال ألماني

ويبدو أن المتغيرات المحيطة بالملف الأوكراني لا تقتصر على ما قد يحدثه دخول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض، بل إنها تنسحب على عواصم أخرى. وقد بادر المستشار الألماني أولاف شولتس إلى إجراء أول مكالمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ أكثر من عامين، مع تصريحات قريبة من هذا المسار صدرت في أوروبا مؤخراً. وأمس، حذر شولتس منافسه فريدريش ميرتس من لعب «الروليت الروسي» في السياسة الأوكرانية، متهماً إياه بتبني موقفاً محفوفاً بالمخاطر.

وقال في مؤتمر حزبي ببرلين، إن ميرتس يريد إعطاء روسيا -صاحبة القوة النووية - إنذاراً نهائياً فيما يتعلق بتسليم محتمل لصواريخ كروز من طراز «تاوروس» لأوكرانيا.

وأضاف: «كل ما يمكنني قوله هو حذار: لا تلعب الروليت الروسي».

وذكر أنه عندما يتعلق الأمر بمسائل الحرب والسلام، تكون هناك حاجة إلى عقل هادئ.

ميدان الحرب

يأتي هذا فيما الميدان صوته يزداد ارتفاعاً، حيث نقلت وكالة سبوتنيك عن وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو الروسي والقوات الصاروخية والمدفعية، استهدفت البنية التحتية والمطارات العسكرية ومواقع تخزين الطائرات المسيرة، ومرافق البنية التحتية للطاقة والوقود المستخدمة لدعم القوات الأوكرانية، وكذلك تجمعات القوى البشرية والمعدات العسكرية في 132 منطقة بأوكرانيا. وأكد منسق العمل السري في مقاطعة نيكولايف، سيرغي ليبيديف أن الجيش الروسي نفذ ضربة بالقرب من ميناء تشيرنومورسك في مقاطعة أوديسا، مستهدفاً قطاراً يحمل صواريخ «أتاكمس» أمريكية و«ستروم شادو» بريطانية، وصلت من رومانيا. وقال لوكالة «سبوتنيك»و إن الاستهداف أصاب القطار.

في كوريا

على خط موازٍ، بحث الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مع وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف في سبل تعزيز العلاقات العسكرية التي ازدادت بين بيونغ يانغ وموسكو منذ غزو أوكرانيا، حسبما أوردت وكالة فرانس برس.

وركزت المحادثات التي عقِدت الجمعة على تعميق الشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبيونغ يانغ ولا سيما في «القطاع الدفاعي والدفاع عن السيادة والأمن». وقال كيم إن زيارة بيلوسوف ستشجع «تطوير العلاقات بين الجيشين». ذكرت وسائل إعلام رسمية في بيونغ يانغ أن كيم أبلغ بيلوسوف بأن استخدام أوكرانيا لأسلحة بعيدة المدى هو نتيجة لتدخل عسكري مباشر للولايات المتحدة، وأن من حق موسكو القتال دفاعاً عن النفس.