جهود لحشد دعم دولي يحل الأزمة الليبية

يعقد مجلس الأمن الدولي، جلسة عامة دورية، منتصف أبريل الجاري، للاستماع إلى إحاطة رئيسة البعثة الأممية إلى ليبيا، هانا تيتيه، التي تقدم استعراضاً لآخر التطورات السياسية والأمنية والإنسانية في البلاد، فضلاً عن التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة، بشأن نشاط البعثة ومبادرته السياسية الأخيرة. كما سيكون اجتماع مجلس الأمن، مناسبة للاطلاع على نتائج اجتماعات لجنة العشرين المكلفة من قبل البعثة، بخصوص القاعدة الانتخابية التي سيتم اعتمادها لحل الأزمة السياسية في البلاد وعلى رأسها العراقيل التي تحول دون التوصل إلى اتفاق على تنظيم الاستحقاقين الرئاسي والبرلماني.

وفي انتظار ذلك، أكدت تيتيه على ضرورة دعم عمل اللجنة الاستشارية من الأطراف الليبية والشركاء الدوليين لتهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات، وذلك خلال لقائها القائم بأعمال السفارة المصرية في ليبيا.

وفي اجتماع آخر مع السفير اليوناني، نيقولاس غاريليذيس، بحثت المبعوثة تيتيه ملف عمل اللجنة الاستشارية، إلى جانب ملفات اقتصادية، كما ناقشت في اتصال مع رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي إلى ليبيا وحيدة العياري، ملف اللجنة الاستشارية، بالإضافة إلى قضية المصالحة الوطنية.

والأسبوع الماضي، التقت تيتيه ، في تونس بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في ليبيا، جيريمي برنت، وأطلعته على عمل اللجنة الاستشارية والجهود الأخيرة المبذولة مع الأطراف الليبية والإقليمي.

وشددت تيتيه خلال الاجتماع على أهمية تعزيز آليات التنسيق الدولي بشأن ليبيا، بما يضمن توحيد الجهود وصولاً إلى إجراء انتخابات عامة في أقرب وقت ممكن.

وأجرت رئيسة البعثة، لقاءات مع كبار المسؤولين في طرابلس وبنغازي والقاهرة وتونس، تمهيداً للإعلان عن مخرجات اللجنة الاستشارية، فيما أكدت أوساط مطلعة جدوى تلك المخرجات لن يتحقق إلا بدعم كامل من المجتمع الدولي وبقرار لتفعيلها يصدر عن مجلس الأمن الدولي.

توافقات

وقال المحلل السياسي بشير الصويعي لـ«البيان»: إن اللجنة الاستشارية توصلت لتوافقات حول تسبيق الانتخابات البرلمانية على الرئاسية، لكن تحقيق ذلك على أرض الواقع لن يتحقق بسهولة نتيجة إصرار فرقاء سياسيين فاعلين على عرقلة أي مسار انتخابي من أجل إبقاء الوضع الحالي على ما هو عليه.

وأوضح الصويعي أن الرأي العام الداخلي والدولي بات يدرك جيداً أن هناك من يجدون مصالحهم في دوامة الأزمة وتأجيل الحل السياسي بعرقلة الانتخابات، ما يعني ضرورة توافق المجتمع الدولي من داخل مجلس الأمن على ضمان تفعيل نتائج اجتماعات لجنة العشرين التي كانت دشنت أعمالها في الرابع من فبراير الماضي.

شروط النجاح

بدوره، أكد مستشار الأمن القومي، إبراهيم بوشناف، أن نجاح اللجنة مرهون بتوفير الدعم الدولي الكافي للتغلب على تعنت بعض القوى المحلية.

وأشار إلى أن اللجنة التي تضم 20 عضواً اختارتهم البعثة الأممية تتألف من شخصيات مستقلة لا تنتمي إلى أي طرف سياسي، وتتميز بخلفيات أكاديمية ومهنية رصينة، ما يعزز قدرتها على تقديم مقترحات بناءة لمعالجة الخلافات حول القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، معتبراً أن المجتمع الدولي لم ينخرط بفاعلية في مسار الحل، مكتفياً بتحركات محدودة، على حد قوله.