خطة ترامب للسلام في أوكرانيا.. هل اقتربت لحظة الحسم؟

انتهت محادثات واشنطن مع المفاوضين الأوكرانيين والأوروبيين في برلين، بمؤشرات إيجابية حول اتفاق سلام مستقبلي مع تأكيد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التوصل إلى اتفاق حول أوكرانيا بات أقرب «من أي وقت مضى»، فهل اقتربت خطة ترامب للسلام في أوكرانيا من لحظة الحسم؟

اقترح قادة دول أوروبية كبرى والاتحاد الأوروبي، نشر قوة متعددة الجنسيات في أوكرانيا ضمن ضمانات أمنية قوية تدعمها الولايات المتحدة، بهدف منع روسيا من خرق أي اتفاق لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة منذ عام 2022.

مباحثات

وتحدّث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن مباحثات «غير سهلة» ولكن «مثمرة» مع الموفدَين الأمريكيين في برلين، وقال في تصريح لصحافيين سأكون صادقاً معكم، هذه المحادثات ليست أبداً سهلة. لكن التواصل كان مثمراً، ويزعم مسؤولون أمريكيون أن نحو 90% من القضايا العالقة بين روسيا وأوكرانيا قد حُلت، واصفين مسألة التنازلات الإقليمية بأنها نقطة خلاف نسبية، وقال مسؤول أمريكي إن الجانب الروسي قدّم أفكاراً مُثيرة للتفكير حول كيفية حلّ هذا المأزق، بما في ذلك إنشاء منطقة اقتصادية حرة في أجزاء من دونباس.

وفي هذا السياق، شدد مسؤولون أمريكيون على أن على أوكرانيا القبول بالاتفاق المقترح، معتبرين أنه سيوفر ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة حلف شمالي الأطلسي، التي تنص على أن أي هجوم على أحد الحلفاء يُعَدّ هجوماً على الجميع. وأشار أحد المسؤولين إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتقد بأنه سيتمكن من إقناع روسيا بالموافقة على تلك الضمانات.

قضية فساد

ولا شك في أن الموقف الأوروبي على العموم ضعيف أمام الولايات المتحدة ولا تملك أوروبا أوراقاً قوية لمواجهة خطة ترامب بشكل حقيقي. في وقت وضع ترامب زيلينسكي في مفترق طريقين أفضلهما وعر، ولا سيما أن الطرف الأضعف، هو أوكرانيا، ليس فقط لأن اقتصادها وسكانها وجيشها أصغر مقارنة بروسيا، ولكن أيضاً لأنها متورطة في فضيحة فساد تورّط فيها عدد من كبار المسؤولين بينهم مقرّب قديم من زيلينسكي يملك مصالح في قطاعي الطاقة والطائرات المسيّرة، وذلك في مخطط رشى بلغت قيمته مائة مليون دولار.

ضغوط

ويبدو أن خطة ترامب تقترب من التنفيذ بناء على التغييرات الاستراتيجية التي تحققت بالفعل، ودمجها في هيكل جديد نحو تحقيق السلام من خلال المفاوضات والضغط على الطرف الأضعف بتأكيد أنه ليس من الممكن أن تنتصر على طاولة المفاوضات في ما خسرته في ميدان المعركة.

وترى واشنطن أن أوكرانيا قد تخسر هذه الأراضي إذا استمرت الحرب، ما يجعل التسوية المبكرة مصلحة أوكرانية، وفق مسؤول أمريكي. بينما تعد كييف وحلفاؤها هذه الحجة تنازلاً ضخماً يخدم موسكو سياسياً وعسكرياً، وفق وول ستريت جورنال.

وقال المتحدث باسم «الكرملين» دميتري بيسكوف: «نحن نريد السلام، لا هدنة تمنح أوكرانيا فرصة لالتقاط الأنفاس والاستعداد لمواصلة الحرب». ومضى قائلاً: «نحن نريد إنهاء هذه الحرب».