في خطوة توصف بأنها نقلة نوعية في عالم الطيران العسكري، كشفت وزارة الدفاع الأمريكية عن تفاصيل مقاتلتها الجديدة F/A-XX من الجيل السادس، والتي تطوّرها البحرية الأمريكية لتعزيز قدراتها الهجومية والدفاعية في العقود المقبلة. الطائرة الثورية، التي ما زالت قيد التطوير، تعد بإعادة رسم ملامح القتال الجوي عبر مزيج من المدى الاستثنائي، والتكامل العميق مع الذكاء الاصطناعي، وتقنيات التخفي المتقدمة، ما يمنح الولايات المتحدة تفوقاً جوياً وبحرياً واسع النطاق.
تتميّز F/A-XX بمدى طيران يزيد بنسبة 25% عن الطائرة الحالية F-35C، وهو ما يتيح لها تنفيذ مهام تتجاوز مسافة 1700 ميل (نحو 2735 كيلومتراً) دون الحاجة للتزوّد بالوقود بشكل فوري. هذه القفزة في المدى تمكّن البحرية الأمريكية من إسقاط قوتها في مسارح عمليات بعيدة، وتمنحها مرونة أكبر في التعامل مع التهديدات المتنامية في المحيطين الهادئ والأطلسي.
ويؤكد الأدميرال مايكل "باز" دونيلي أن هذا التطوير "يعزز الحضور الجوي المستمر فوق مناطق الاهتمام الاستراتيجي، ويمنح الطائرة القدرة على تنفيذ عمليات طويلة الأمد عند توفر الدعم اللوجستي المناسب"، وفقا لموقع energy-reporters.
ولا يقتصر الابتكار في المقاتلة الجديدة على المدى فقط، إذ تدمج F/A-XX أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة ستغيّر قواعد إدارة المعارك الجوية. فالنظام الجديد يعتمد نموذج "الإنسان في الحلقة" الذي يتيح تعاوناً فعالاً بين الطائرة والأنظمة غير المأهولة مثل الطائرات القتالية التعاونية (CCAs)، ما يمهد لعصر جديد من العمليات المشتركة بين الطائرات المأهولة والروبوتية.
كما تبرز القدرات الشبحية للمقاتلة كأحد عناصر التفوق الحاسمة، حيث تم تصميمها لتقليل بصمتها الرادارية إلى الحد الأدنى، ما يمكّنها من اختراق أجواء الأعداء عالية التحصين وتنفيذ ضربات دقيقة دون كشفها. هذه الميزة تمنح الولايات المتحدة قدرة استراتيجية متقدمة في مواجهة الخصوم الذين يمتلكون أنظمة دفاع جوي متطورة.
وتزداد أهمية F/A-XX مع دمجها في منظومة تشغيل مشتركة مع الطائرة غير المأهولة للتزوّد بالوقود MQ-25 Stingray، ما يوسّع نطاق العمليات إلى مساحة تصل إلى 11 مليون ميل مربّع. هذا الاتساع الهائل يتيح للبحرية الأمريكية تنفيذ عمليات طويلة المدى، واستهداف مواقع حيوية بشكل انتقائي، وزيادة درجة عدم اليقين لدى الخصوم، ما يعزز بقاء أطقم الطائرات الهجومية.
وتُعد هذه الطائرة الجديدة حجر الأساس في رؤية البحرية الأمريكية لمستقبل القوة الجوية البحرية. فهي تمثل مزيجاً من الابتكار التكنولوجي والتخطيط الاستراتيجي الذي يهدف إلى الحفاظ على التفوق الأمريكي في ظل بيئة أمنية عالمية تتسم بتسارع التهديدات والتنافس العسكري المتصاعد.
وبينما تستعد البحرية الأمريكية لطرح عقد إنتاج F/A-XX خلال السنوات المقبلة، يرى الخبراء أن هذه المقاتلة لن تغيّر فقط معادلات القتال الجوي، بل ستُعيد أيضاً رسم أساليب الحرب البحرية الحديثة، مؤكدة التزام واشنطن بالحفاظ على هيمنتها العسكرية وحماية مصالحها حول العالم.
