تتصدر الولايات المتحدة العالم في عدد الكوارث الجوية، بما في ذلك الأعاصير والزلازل الهوائية (التورنادو) وحرائق الغابات، إذ تشهد البلاد سنويا آلاف الظواهر المناخية القاسية التي تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية فادحة.
ويعود جزئيا ارتفاع التعرض لهذه الكوارث إلى التكوين الجغرافي للولايات المتحدة، حيث يلتقي الهواء الدافئ القادم من الخليج بالهواء البارد القادم من القطب الشمالي، ما يخلق جوا متقلبا وعواصف شديدة. وتلعب جبال روكي وخليج المكسيك والتيار النفاث دورا محوريا في زيادة نشاط العواصف، فيما يزيد تغير المناخ من حدة هذه الظواهر، وفقا لـ StarsInsider.
وتشير الإحصاءات إلى أن الولايات المتحدة تكبدت منذ عام 1980 أكثر من 2.9 تريليون دولار أضرارا نتيجة الكوارث الجوية. وفي عام 2024 وحده، سجلت البلاد 27 كارثة جوية تكلفت مليار دولار أو أكثر لكل منها، بإجمالي أضرار بلغ 182.7 مليار دولار.
ومن بين الأعاصير البارزة في العام الماضي، إعصار هيلين من الفئة الرابعة، الذي تسبب في فيضانات تاريخية في كارولينا وفيرجينيا، مخلفًا 219 قتيلا وأضرارا بلغت نحو 79.6 مليار دولار. كما تحوّل إعصار ميلتون إلى الفئة الخامسة قبل وصوله جنوب فلوريدا، مسجلا أضرارا بلغت 34.3 مليون دولار. كما شهدت البلاد موجة زلازل هوائية شملت 165 زلزالا هوائيا في مناطق الوسط وجنوب شرق الولايات المتحدة، ما أسفر عن دمار واسع.
ويعد الساحل الجنوبي، خاصة فلوريدا، من أكثر المناطق تضررا، إذ تتحرك الأعاصير من خليج المكسيك وتزيد قوة العواصف بفعل المياه الدافئة، بينما تواجه الغرب الأمريكي حرائق غابات متزايدة نتيجة الجفاف الطويل وتوسع البناء في المناطق المعرضة للنيران.
ويضيف ضعف البنية التحتية، لا سيما في المجتمعات منخفضة الدخل، وعدم صرامة قوانين البناء، إلى هشاشة الولايات المتحدة أمام هذه الكوارث. كما تشكل الأعاصير والزلازل الهوائية الليلية خطرا أكبر بسبب غياب التنبيهات المبكرة أثناء نوم السكان.
ويحذر خبراء المناخ من أن استمرار ارتفاع حرارة المحيطات والجفاف وموجات الحر سيزيد من شدة الأعاصير ويضاعف تأثيرات الفيضانات والجفاف في السنوات المقبلة، ما يستدعي إجراءات عاجلة لتقليل الانبعاثات الضارة، وتعزيز البنية التحتية، ووضع خطط تعافي عادلة للمجتمعات المختلفة.
وتظل الدعوة مفتوحة أمام السلطات والمجتمع الأمريكي للتعامل مع أزمة المناخ والطقس القاسي بجدية، قبل أن تتسبب هذه الكوارث في المزيد من الخسائر البشرية والاقتصادية.
