ما زالت نتائج محادثات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أطراف الحرب الأوكرانية غير واضح، وقد تطول مخرجات هذه الجهود في حال واصل ترامب بنقل مسؤولية "الخطوة التالية" على بوتين وزيلينسكي، وقد لا يتدخل لاحقاً لإعادة الأمور إلى نصابها في حال خرجت الأمور عن السيطرة وعاد الطرفان إلى خطاب الحرب.
واليوم بدت لهجة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف غاضبة وهو يتهم القادة الأوروبيين بالقيام بـ"محاولات خرقاء" لتغيير موقف ترامب حيال ملف أوكرانيا، ويوحي هذا التصريح وكأن شيئاً ما تغير في مقاربة ترامب. وتأكيداً، قال لافروف "لم نر غير تصعيد عدواني للوضع ومحاولات خرقاء لتغيير موقف الرئيس الأميركي، ولم نسمع أي أفكار بنّاءة من الأوروبيين هناك".
رغم المشهد غير العادي المتمثل في لقاءات ترامب مع الرئيس الروسي الأسبوع الماضي، ثم مع الرئيس الأوكراني بحضور قادة أوروبيين يوم الاثنين، فإن النتيجة الأكثر ترجيحًا حتى الآن هي مزيد من الاجتماعات.
وأكد ترامب أن أولويته الأولى ستكون المساعدة في تنظيم محادثات مباشرة بين بوتين وزيلينسكي لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مضيفًا أنه يمكنه الانضمام إليهما في جولات لاحقة للمساعدة في حل الخلافات المتبقية. وبعد خروجه من المكتب البيضاوي، لخّص زيلينسكي النقاش حول مسألة الضمانات الأمنية بالقول: «لا يزال أمامنا الكثير من العمل».
قالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، الثلاثاء، إن بوتين وافق على لقاء زيلينسكي في الأسابيع المقبلة كمرحلة جديدة من عملية السلام، مضيفة أن مجلس الأمن القومي الأميركي يعمل على وضع إطار لذلك.
لكن بوتين كان قد صرّح سابقاً بأنه لن يعقد مثل هذا الاجتماع إلا بعد الانتهاء من صياغة جميع تفاصيل معاهدة السلام، ولا توجد مؤشرات على أنه غيّر موقفه.
أما الإعلام الرسمي الروسي فقد قلّل يوم الثلاثاء من شأن أي لقاء محتمل، حيث أشار لافروف إلى أن الأمر سيتطلب تحضيرا مكثفا. وقال مستشار في الكرملين إن بوتين اتفق مع ترامب فقط على أن يكون مستوى التمثيل في أي محادثات قادمة أعلى من الجولات السابقة.
وأعرب زيلينسكي في مؤتمر صحفي بواشنطن الاثنين عن استعداده للحوار بأي صيغة، مشيرًا إلى أن الأمر قد يتطلب ضغوطًا أميركية لإقناع بوتين بالحضور.
لكن بوتين أوضح أنه لا يعتبر أوكرانيا دولة قابلة للحياة، وبالتالي لا يرى زيلينسكي محاوراً ذا قيمة. ويوم الثلاثاء، وصف لافروف الرئيس الأوكراني باستهزاء بأنه «هذا الرجل» و«هذا الشخص»، مذكّرًا بأنه كان كوميديًا تلفزيونيًا في روسيا قبل دخوله السياسة.
وخلال ثلاث جولات محادثات سابقة، أرسلت موسكو فلاديمير ميدينسكي، وزير الثقافة السابق ومستشار الكرملين في جهود الدعاية المعادية لأوكرانيا، كرئيس للوفد المفاوض، في إشارة واضحة للاستخفاف بكييف.
ويرى محللون وفق "نيويورك تايمز" أن بوتين يفضل استمرار القتال لأنه يعتقد أنه يحقق مكاسب ميدانية تمنحه أوراق قوة في المفاوضات المقبلة، حتى لو كانت هذه المكاسب ضئيلة ومصحوبة بخسائر بشرية فادحة.
ويتوقع بعض المحللين الروس أن يقترح الكرملين جولة إضافية من المفاوضات في إسطنبول لبحث صيغة محتملة لاجتماع بوتين–زيلينسكي. وكتب المعلق السياسي الروسي أندريه نيكولين على «تيليغرام»: «كل مرحلة من هذه المراحل يمكن أن تُسحب إلى ما لا نهاية عبر المساومات الدبلوماسية والإجراءات البيروقراطية، حتى تحت الضغط الأميركي».
