ميشيل فيريرو.. ملك الشوكولاتة ومخترع «النوتيلا»

من منا لا يحب الشوكولاتة؟ من منا لم يذق النوتيلا، أو لم يسمع باسمها على الأقل؟ سوف تندهش حين تعلم أن أزمة غذاء كبيرة أثناء الحرب العالمية الثانية هي السبب في اختراع نوتيلا، التي حولت صاحبها إلى ملياردير.. إنه الإيطالي ميشيل فيريرو مالك شركة «فيريرو» الشهيرة المتخصصة في صناعة الشوكولاتة، التي تنتج «تيك تاك» و«كندر»، وهي الآن واحدة من كبرى الشركات مبيعاً في أوروبا؛ بلغت مبيعاتها سنة 2012 أكثر من 19 مليار دولار، في حين بلغت ثروة ميشيل، الملقب «ملك الشوكولاتة»، عند رحيله في عام 2015 نحو 21 مليار دولار.

الأسواق العالمية

وُلد ميشيل فيريرو في 26 أبريل عام 1925، بمدينة دوغلياني الإيطالية. كان والداه يملكان متجراً للمعجنات، ثم حولاه لاحقاً إلى مصنع للحلويات؛ الأب يصنع الحلوى والأم تبيعها. لكن الفقر الذي ضرب أوروبا في تلك الفترة كاد يجهض مشروعهما.

ميشيل الصغير شارك والديه العمل في المتجر، ولما رأى حيرتهما وخوفهما من التوقف والإفلاس اقترح عليهما فكرة حولت ذلك «المطبخ» الصغير لصنع الحلوى إلى إمبراطورية عالمية في غضون سنوات؛ معتمداً على حب الجميع، كباراً وصغاراً، للشوكولاتة، مخترعاً أصنافاً ذات مذاق مميز فتح لها الأسواق في كل أنحاء العالم.

فكرة غير تقليدية

في بداية تطبيق فكرته واجه ميشيل ووالداه عقبة تمثلت في صعوبة الحصول على ما يكفي المصنع من الشوكولاتة الخام بسبب نقص الغذاء خلال سنوات الحرب العالمية الثانية.

لكن ميشيل لم يستسلم، وقرر إضافة البندق إلى الشوكولاتة والحلوى التقليدية، ونجحت فكرته غير التقليدية، وبعد رحيل والده عام 1949 تولى ميشيل إدارة المشروع، وقرر التوسع في خطوط الإنتاج، وتصدير المنتجات إلى ألمانيا؛ حيث افتتح مصنعاً كبيراً عام 1956، تلاه مصنع آخر في فرنسا بعد عامين فقط، وخلال سنوات قليلة كانت للشركة مراكز إنتاج في كل من بلجيكا، وهولندا، والنمسا، وسويسرا، والسويد، والمملكة المتحدة، وإيرلندا، وإسبانيا، والمكسيك، والصين.

هوس نوتيلا

وفي عام 1964 اقترح ميشيل إضافة الزيوت النباتية إلى مزيج الشوكولاتة بالبندق، فخرجت أول عبوة من المنتج الجديد من مدينة ألبا شمال غربيّ إيطاليا وتحمل اسم «نوتيلا»، التي صارت علامة تجارية قائمة بذاتها، وصارت هوساً لدى الكبار قبل الصغار، محققاً شهرة عالمية فاجأت مخترعها ميشيل فيريرو نفسه؛ ما شجعه على إنشاء 11 مصنعاً جديداً في عدد من دول أوروبا والشرق الأقصى، وإنتاج أنواع ومذاقات جديدة من الشوكولاتة بنكهات مختلفة، فقدم «ملك الشوكولاتة»، شوكولاتة «كيندر» في عام 1968، وفي العام التالي قدم «تيك تاك»، ثم توالت إبداعاته، من «روشيه الذهبي»، إلى «كيندر جوي» للأطفال، ثم «كيندر سربرايس» و«رافايللو» إلى بقية قائمة فيريرو ذات الشهرة العالمية، التي حافظ بها على اسم العائلة، معتمداً على إخلاص وتفاني أكثر من 22 ألف عامل؛ نتيجة تقديره الشديد لهم، واعتبارهم «القوة العملاقة» التي تقوم عليها مصانعه وتستمد منهم بقاءها وقوتها، حتى أنه رفض تسريح عدد منهم عقب فيضانات ألبا التي حدثت عام 1994، وأثرت في مباني الشركة ومساكن العمال أنفسهم، وأعاد إعمارها على نفقته؛ ما رفع مبيعات الشركة في ذلك العام إلى 9 مليارات دولار، ورداً للجميل عرض العمال التنازل عن أرباحهم السنوية، غير أن فيريرو أصر على منحهم إياها.

وبعد رحيله في بدايات عام 2015 تولى ابنه جيوفاني قيادة الشركة، وفي العام نفسه ورد اسمه في قائمة فوربس لأكثر رجال العالم ثراءً، بثروة بلغت 41 مليار دولار وقدم للعالم ابتكارات جديدة من الشوكولاتة.