يبرز اسم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، في مشهد السياسة العالمية، كأحد أبرز الشخصيات التي تجمع بين الحنكة السياسية والرؤية الاستراتيجية والإيمان الراسخ بأن السلام والحوار هما بوصلة بناء مستقبل الشعوب، فسموه كان -ولا يزال- صمام أمان السلام.
حيث استطاع أن يرسخ مكانة الإمارات لاعباً محورياً على الخارطة السياسية الدولية، وأن يعزز مكانة دولة الإمارات منصة عالمية للحوار والتقارب والتسامح وتحقيق الاستقرار والسلام.
رؤية متوازنة
وتستند رؤية سموه إلى التمسك بنهج سياسي يتسم بالتوازن والاعتدال، وهو نهج متجذر في إرث باني دولة الإمارات الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي آمن بأن مفاتيح السياسة لا تقتصر على القوة فحسب، بل على الحكمة، والعدل، واحترام الشعوب، وانطلاقاً من هذه الرؤية آمن سموه بأن العالم لن ينعم بالرخاء والتقدم والازدهار إلا بالسلام؛ فهو الضامن الأول لصلاح البشرية.
فواكبت رؤيته وجهوده العالمية في إحلال السلام متغيرات العصر، وراعت تعقيدات العلاقات الدولية وتحدياتها، حاملاً لواء «القائد المؤسس»، إذ حافظ على إرثه الذي يشكل ضمير دولة الإمارات وعنوانها الأبرز، وخاصة في مجالات ترسيخ دعائم السلام والسلم العالمي، حيث أثمرت جهود سموه، وكان له ما أراد، بأن تصبح دولة الإمارات عاصمة عالمية تلتقي فيها حضارات العالم أجمع.
ومن ينظر إلى السياسة الخارجية الإماراتية في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يرى أنها تقوم على مرتكزات عدة، من أهمها: عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، وتغليب الحلول السلمية على النزاعات، إلى جانب دعم الجهود الأممية والإقليمية في إحلال الاستقرار، وترسيخ العلاقات الإنسانية الراقية التي تقوم على احترام الآخر، واحترام الاختلاف.
والالتزام بالقوانين والتشريعات المنظمة لهذا الشأن، منطلقة من رسالة الإمارات التي تقوم على التسامح والسلام، ورفض العنف والإرهاب، ونبذ التطرف والتعصب بجميع صوره وأشكاله وهي مستمدة من الاستراتيجية الشاملة التي تتبناها الدولة في مواجهة العنف والتطرف والكراهية، والتزامها الدائم والثابت بمواجهة الإرهاب والتصدي له، إذ أثبتت هذه الرؤية فاعليتها في ملفات عدة.
رسائل حضارية
وبالنظر إلى جولات سموه وزياراته المتعددة إلى بلدان العالم، لا يمكن قراءة سياسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، دون التوقف عند هذه الزيارات الدولية التي لم تقتصر على أنها بروتوكولات دبلوماسية، بل كانت رسائل واضحة تعكس الوجه الحضاري والتوجه الإنساني والسياسي لدولة الإمارات، إذ قام سموه بزيارات إلى عدد من الدول مثل:
روسيا، الولايات المتحدة، الصين، فرنسا، ألمانيا، مصر، المملكة المتحدة، الهند، تركيا، وكانت أبرز مفردات أجندة سموه خلال هذه الزيارات تتمثل في: الانفتاح، والتعاون الدولي، وبناء الشراكات الاستراتيجية على أسس الاحترام المتبادل، وتحقيق مصالح الدول وطموحات شعوبها.
كما حرص سموه على تأكيد دور الإمارات الحضاري والإنساني في البلدان التي تعاني صراعات أو توتراً سياسياً مثل السودان، أو دول في وسط آسيا وشمال أفريقيا، وأن تكون الإمارات جسراً للحوار والسلام لا طرفاً في النزاع.
وحرص سموه على بناء تحالفات ضمن رؤية بعيدة المدى، خلال زياراته التي قام بها للعديد من دول العالم، إذ لم تقتصر هذه الزيارات على الجوانب السياسية أو الأمنية، بل ركزت على مجالات مختلفة من أهمها: الاقتصاد، الطاقة المتجددة، التكنولوجيا، واستشراف المستقبل.
فالإمارات اليوم ليست فقط حليفاً عسكرياً أو شريكاً سياسياً، بل هي أيضاً شريك في مشاريع التنمية المستدامة، والطاقة النظيفة، والذكاء الاصطناعي.
كما يتجلى ذلك في شراكاتها مع الصين، والهند، والدول الأوروبية، وتمثل هذه الشراكات تحولاً استراتيجياً نحو تنويع التحالفات الإماراتية، بحيث تصبح البلاد أقل اعتماداً على المحاور التقليدية، وأكثر قدرة على التفاعل مع نظام عالمي متعدد الأقطاب.
جهود سلمية
أدى سموه دوراً بارزاً ومكثفاً من أجل حل أزمات عربية ودولية عدة، من خلال قيادة سموه حراكاً سياسياً ودبلوماسياً إماراتياً، أسهم في تعزيز أمن العالم واستقراره.
وذلك من خلال عقد قمم وزيارات دولية عدة، ومباحثات هاتفية لم تتوقف، وأثمرت جهود سموه في ترسيخ التعاون المشترك بين الإمارات ودول العالم من خلال تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة أزمات المنطقة والعالم، وتخفيف حدة التوترات في أماكن الصراعات ودعم قضايا الأمة الإسلامية والإنسانية، سواء في أوكرانيا أو فلسطين أو اليمن أو ليبيا أو السودان.
وكانت أيادي قيادة الإمارات -ولا تزال- ممدودة لنصرة المظلوم، وإحقاق الحق في أي دولة تحتاج العون أو المساعدة، مع تأكيد الحرص على تعزيز أواصر الأخوة، ونشر قيم التسامح، ودعم العلاقات الثنائية مع الدول الشقيقة والصديقة.
كما أدى سموه دوراً بارزاً في رعاية المصالحات الأفريقية، من خلال دعم المفاوضات بين إثيوبيا وإريتريا، والمساعدة على التوصل إلى اتفاقيات سلام في السودان وليبيا.
واحتضنت العاصمة أبوظبي توقيع وثيقة الأخوّة الإنسانية في فبراير عام 2019، التي وقّعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، إذ جاءت جزءاً من جهود الدولة المتواصلة في إرساء السلم والتضامن بين شعوب العالم، والعمل من أجل خير البشرية جمعاء.
مبادرات خلاقة
وتتميز سياسة صاحب السمو رئيس الدولة بالمزج بين الدبلوماسية التقليدية والدبلوماسية الإنسانية، حيث تحرص دولة الإمارات على أن تكون سباقة في تقديم المساعدات، ولا سيما في أوقات الأزمات.
وأصبحت الإمارات بفضل هذه السياسات والزيارات والتحالفات، تُعرف دولياً بأنها «الدولة الوسيط»، القادرة على بناء الجسور بين الأطراف المتنازعة، وإطلاق المبادرات الخلاقة من أجل الأمن الإقليمي والعالمي.
نموذج فريد
يقدم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نموذجاً فريداً للعالم أجمع في نصرة قضايا الإنسانية ومد يد العون للجميع دون تمييز على أساس عرق أو لون أو دين أو موقف سياسي، واستطاع سموه الارتقاء بسياسة دولة الإمارات إلى آفاق جديدة، من خلال العمل الدؤوب، والالتزام بالقيم.
والقدرة على التكيف مع العالم المتغير، فسموه لا يُعد قائد دولة فقط، بل صانع سياسة إقليمية، وصوت للعقلانية، ومدافع عن السلام والاستقرار، ففي عالم يزداد انقساماً، تبقى الإمارات في عهد سموه نموذجاً يحتذى، ودولة كبيرة بدورها، وعصرية في رؤيتها، وإنسانية في جوهرها.
صانع سياسة إقليمية وصوت للعقلانية ومدافع عن السلام
صاحب رؤية تستند إلى التمسك بنهج سياسي يتسم بالتوازن والاعتدال
قاد حراكاً سياسياً ودبلوماسياً إماراتياً أسهم في تعزيز أمن العالم
جهود كبيرة لإحلال السلام تراعي تعقيدات العلاقات الدولية وتحدياتها
زيارات خارجية تمثل رسائل واضحة تعكس وجه الإمارات الحضاري