انطلاق «شتا حتا» بنسخته الثانية اليوم بثلاثة مهرجانات

 بحيرة ليم تزيّن فعاليات شتا حتا
بحيرة ليم تزيّن فعاليات شتا حتا

تنطلق اليوم فعاليات النسخة الثانية من «شتا حتا»، الوجهة الشتوية الأبرز ضمن حملة «وجهات دبي»، والتي ستقدم موسماً حافلاً بالمغامرات العائلية والفعاليات المتنوعة على مدار 58 يوماً، تحت إشراف اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتا و«براند دبي» الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وبالتعاون مع الشركاء من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، حيث تستمر الأنشطة حتى 31 يناير 2026.

أنشطة متنوعة

وتشهد منطقة حتا مساء اليوم انطلاقة 3 مهرجانات متنوعة من أصل 6 مهرجانات يتضمنها «شتا حتا» وهي مهرجان شتانا في حتا، من تنظيم براند دبي، ومهرجان الأسر المنتجة من تنظيم هيئة تنمية المجتمع في دبي، ومهرجان حتا وادي هب من تنظيم دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، فيما تنطلق المهرجانات الثلاثة الأخرى ابتداء من 20 ديسمبر بمهرجان ليالي حتا الثقافية الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، يليه مهرجاني من تنظيم بلدية دبي وهما عسل حتا والذي ينطلق في يوم 27 ديسمبر الجاري، ومهرجان حتا الزراعي في يوم 16 يناير 2026.

وتقام فعاليات النسخة الثالثة من مهرجان شتانا في حتا ابتداء من اليوم وحتى 28 ديسمبر 2025 في منطقة بحيرة ليم الممتدة على مساحة 3 هكتارات وسط المنطقة الجبلية، حيث تتركز فعاليات المهرجان على طول البحيرة ما يضفي بعداً جمالياً على فعاليات المهرجان الذي يتيح موقعه للأعداد الكبيرة من الزوار، التي تتوافد بكثرة على البحيرة ولا سيما في موسم الشتاء، للاستمتاع بما ينتشر على جانبيها من أنشطة عديدة ومتنوعة ما بين ترفيهية وثقافية ورياضية ومجتمعية، مناسبة لجميع أفراد الأسرة ولكافة الفئات العمرية.

فيما سيقام مهرجان الأسر المنتجة الذي ستنظمه هيئة تنمية المجتمع في دبي، تحت شعار «حتا تجمعنا» حتى 28 ديسمبر المقبل في حديقة الوادي، وسيشارك فيه أكثر من 30 أسرة ستقوم بعرض منتجاتها، وتشمل الأغذية والمشروبات، والحلويات، والعطور والبخور، والملابس، إضافة إلى منتجات التجارة العامة.

عروض سينمائية

أما النسخة الثالثة من «مهرجان حتا وادي هب» ستقام في وادي هب وستستمر فعالياتها حتى 31 يناير 2026 طوال أيام الأسبوع، وستتضمن فعاليات جديدة هذا العام منها سينما تعرض أحدث العروض السينمائية، إضافة إلى فعالية مميزة بعنوان Dinner in the sky، ستمنح الزوار فرصة مميزة لتناول العشاء وسط الطبيعة الخلابة لمنطقة حتا الساحرة، إضافة إلى فعالية أمسيات الشموع وما تتضمنه من عروض موسيقية، والمسار المضيء الذي يسمح للزوار بالمشي وسط أجواء ممتعة، إلى جانب باقة متنوعة من الأنشطة المجتمعية والثقافية والرياضية والترفيهية المصممة خصيصاً لتلائم جميع أفراد العائلة من مختلف الفئات العمرية.

وفي سياق متصل، عبّر أهالي منطقة حتا عن فرحتهم بانطلاق «شتا حتا»، مؤكدين أن المهرجانات باتت عرساً احتفالياً يشارك فيه المكان والإنسان معاً، حيث تمتزج الجبال الشامخة ببهجة الأهالي واستعداداتهم المبكرة لاستقبال الزوار.

ويرى السكان أن حتا، منذ النسخة الأولى، استطاعت أن تعيد رسم صورتها كوجهة سياحية متكاملة لا تعتمد على طبيعتها الساحرة فحسب، بل على رؤية تنموية شاملة عززت من قدرتها على تقديم تجارب ثرية ومتنوعة.

روح المهرجان

ويقول عبدالله خلفان البدواوي، إن حتا تعيش اليوم نقلة نوعية لم تشهدها من قبل، وإن النسخ الماضية المهرجانات أسهمت في وضع المنطقة في قلب الاهتمام السياحي بفضل ما قدمته من فعاليات وتجارب ترفيهية وتراثية، مشيراً إلى أن الزوار الذين يقصدون حتا خلال الموسم الشتوي يضيفون للأجواء الكثير من الحيوية، ويشكل حضورهم جزءاً أساسياً من روح المهرجانات، كما أن الأهالي ينظرون إليهم بعين الترحيب والتقدير لأنهم أصبحوا جزءاً من مشهد الفرح السنوي الذي تعيشه المنطقة.

وجهة مثالية

من جهته، يعتبر عيسى المطيوعي أن حتا بطبيعتها ومشاريعها وبنيتها التحتية الحديثة أصبحت وجهة مثالية للباحثين عن الهدوء والابتعاد عن صخب المدن، ويتحدث بشغف عن الحالة التي تعيشها المنطقة مع قرب انطلاق «شتا حتا»، ويصفها بأنها حركة أشبه بالعرس، إذ تبدأ الاستعدادات مبكراً وتتغير ملامح الحياة اليومية للأهالي مع وصول الزوار وانتشار الفعاليات والنشاطات في أرجاء المنطقة.

ويوضح أن المشاريع السياحية التي شهدتها حتا من المسارات الجبلية إلى البحيرات والأنشطة الرياضية، جعلت منها مكاناً يقدم تجربة فريدة تختلف عن باقي الوجهات السياحية في الدولة.

ويشير إلى أن الأهالي ينتظرون المهرجان بشغف لأنه يمثل أيضاً فرصة اقتصادية وتجارية لهم.

أما محمد البدواوي فيؤكد أن حتا باتت ترتدي في كل نسخة من المهرجان ثوباً جديداً من الفرح، مشيراً إلى أن التطور المستمر الذي تشهده المنطقة ينعكس بوضوح في نوعية التجارب التي تقدم للزوار، فالمهرجانات التي تقام في حتا لم تعد تعتمد على نمط واحد، بل أصبحت متنوعة وتشمل مختلف الاهتمامات، ما يعزز جاذبيتها ويجعلها مناسبة للعائلات والشباب على حد سواء.

ويؤكد أن المشاريع الجديدة التي تم افتتاحها خلال الأعوام الماضية والنهضة التنموية لحتا، إضافة إلى تطوير المرافق القائمة، أسهمت في رفع مستوى التجربة السياحية، وأعطت المهرجان زخما أكبر.

ومن ناحية أخرى، يقدم محمد عبدالله رؤية مختلفة تركز على الجانب العاطفي والتاريخي للمنطقة، فهو يرى أن حتا ليست مجرد موقع سياحي، بل فضاء يحمل قصصاً عميقة في كل زاوية، وأن جبالها وتاريخها يرويان حكايات تمتد عبر الزمن، فيقول «إن الزائر الذي يأتي إلى حتا لا يكتفي بالتأمل في الطبيعة، بل يعيش تجربة تتجاوز المشهد الجمالي إلى الارتباط الروحي بالمكان».