بمناسبة عام المجتمع.. «دبي العطاء» تطلق مبادرات تعليمية رائدة لدعم مستقبل الأجيال

 الدفع بعجلة التنمية التعليمية نحو آفاق أرحب
الدفع بعجلة التنمية التعليمية نحو آفاق أرحب

تبرز مؤسسة دبي العطاء كنموذج ملهم في مجال العمل الإنساني والتعليمي، ففي ظل إعلان 2025 «عام المجتمع» كمنطلق لتعزيز قيم التكافل والتضامن نجحت المؤسسة من خلال رؤية استراتيجية واضحة في حشد آلاف المتطوعين، وإطلاق مبادرات رائدة تجسد التزامها الراسخ بدعم التعليم محلياً وعالمياً.

واستطاعت دبي العطاء أن تترجم شعار «عام المجتمع» إلى واقع ملموس، يجسد أعمق معاني التضامن الإنساني، ويدفع بعجلة التنمية التعليمية نحو آفاق أرحب، مما يسهم في بناء مجتمع أكثر تلاحماً ووعياً، قادر على مواجهة التحديات وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

وتعد مبادرات دبي العطاء خلال «عام المجتمع» تجسيداً عملياً لرؤية الدولة في تعزيز المشاركة المجتمعية الفاعلة، إذ لم تكن هذه المبادرات مجرد أنشطة عابرة، بل برامج ممنهجة تهدف إلى إشراك مختلف فئات المجتمع في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، فمن خلال هذا النهج، استطاعت دبي العطاء تحويل مفهوم العطاء من مجرد تبرعات مالية إلى مشاركة مجتمعية شاملة تجمع بين الأفراد والمؤسسات حول هدف مشترك.

وتمثل مبادرة «التطوع في الإمارات – العودة إلى المدارس» أحد أبرز البرامج التطوعية التي نفذتها دبي العطاء، حيث جمعت أكثر من 450 متطوعاً في أبوظبي، لتجميع 10 آلاف حقيبة مدرسية للطلاب من الأسر المتعففة، هذا الجهد الجماعي لم يقتصر على توفير المستلزمات الدراسية فحسب، بل نقل رسالة عميقة حول أهمية التضامن المجتمعي في تمكين كل طفل من بدء عامه الدراسي بثقة وكرامة.

المدارس غير الربحية

ونظمت دبي العطاء، أولى دورات مبادرة «التطوع في الإمارات» لعام 2025، حيث أسهمت في تحويل البيئة للمدرسة الأهلية الخيرية للبنات في دبي إلى بيئة تعليمية أكثر تفاعلية وتحفيزاً.

وضمن دورة تجديد المدارس من مبادرة «التطوع في الإمارات»، اجتمع أكثر من 80 متطوعاً، لإضفاء طابع جديد على البيئة المدرسية لأكثر من 1365 طالبة.

هذا وقام الفريق بتركيب مقاعد وطاولات مدرسية جديدة، واستبدال السبورات البيضاء القديمة، وإضافة وحدات تخزين ومقاعد خشبية، بالإضافة إلى تزويد المدرسة بموارد تعليمية حديثة.

كما تم تركيب المظلات التي تسهم في توفير بيئة مدرسية نابضة بالحياة، تشجع على التفوق الأكاديمي والنمو الشخصي.

وفي تجسيد لروح العمل المجتمعي، أطلقت دبي العطاء، الدورة الثانية من مبادرة «التطوع في الإمارات – تجديد المدارس» لهذا العام، حيث ركزت المبادرة على تحويل بيئة مدرسة المنامة الخيرية الخاصة في عجمان إلى بيئة تعليمية أكثر تحفيزاً وتجهيزاً، يستفيد منها 693 طالباً وطالبة.

ومن خلال الجهود العملية التي بذلها 100 من المتطوعين، بما في ذلك فريق مخصص من «رُويا»، شهدت المدرسة تحسينات كبيرة، وقام المتطوعون بتجميع وتركيب مجموعة متنوعة من التحديثات، شملت الألواح الزرقاء، ومقاعد وطاولات الطلاب، والعشب الصناعي في الساحة الداخلية، والخزائن، ومساحات مخصصة لتخزين مواد الفنون والموسيقى، ومكاتب للمعلمين، ومعدات رياضية، وجهاز عرض بيانات، بالإضافة إلى صناديق الإسعافات الأولية، كما ساعدوا في نقل وإعادة ترتيب الأثاث المدرسي القائم لتحسين بيئة التعلم، وقد أسهمت هذه الجهود الجماعية في تحويل المدرسة إلى بيئة أكثر فاعلية وترحيباً، مما يدعم النمو الأكاديمي والتطور الشخصي للطلاب.

«طلاب من أجل طلاب»

وتعد مبادرة «طلاب من أجل طلاب» تجسيداً حقيقياً لروح التكافل بين الأجيال، حيث تمكين الطلاب من أن يكونوا صناع تغيير في مجتمعهم، ففي دورة 2025 تمكنت 17 مدرسة مشاركة من جمع أكثر من 672 ألف درهم، مكنتهم من المشاركة في فعاليات «يوم التطوع» بين أبريل ومايو 2025، حيث قاموا بتجهيز آلاف الحقائب المدرسية لأقرانهم من الأسر المتعففة.

ولم تقتصر جهود دبي العطاء على الجانب المادي المتمثل في توفير المستلزمات الدراسية وتجديد المدارس، بل امتدت إلى أبعاد اجتماعية ونفسية عميقة عبر تعزيز قيم المواطنة الفاعلة من خلال إشراك أفراد المجتمع في مبادرات تطوعية، وترسيخ ثقافة التطوع، حيث تجاوز عدد المتطوعين في 2024 أكثر من 9700 متطوع، مما يشير إلى نجاح المؤسسة في تحفيز روح العطاء المجتمعي، كذلك بناء جسور التضامن بين مختلف فئات المجتمع، خاصة من خلال مبادرات مثل «طلاب من أجل طلاب» التي تعزز التكافل بين الطلاب، والشراكات الاستراتيجية مع مؤسسات القطاع الخاص مثل مجموعة الدار ومصرف رويا، مما يعكس نموذجاً ناجحاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص في خدمة المجتمع.

وتعد جهود دبي العطاء نموذجاً يُحتذى به في تحويل الرؤى الإنسانية إلى واقع ملموس، فمن خلال تركيزها على التعليم كأداة أساسية للتنمية المستدامة، واستراتيجيتها في إشراك المجتمع في دعم هذا القطاع الحيوي، تقدم المؤسسة درساً مهماً في كيفية بناء مجتمعات قائمة على المعرفة والتضامن.

فنجاح دبي العطاء في حشد آلاف المتطوعين وتنفيذ مبادراتها الرائدة ليس مجرد إنجاز كمي، بل هو تحول نوعي في ثقافة العمل المجتمعي، يؤسس لمرحلة جديدة من المسؤولية الاجتماعية المشتركة، حيث يصبح كل فرد شريكاً في صناعة المستقبل، وضمان حق كل طفل في الحصول على تعليم جيد في بيئة محفزة ومناسبة.