الأم خصيبة: الكلمات التي تخرج من قلب الأم زاد لا ينفد

الأم خصيبة خلال مشاركتها في المعرض
الأم خصيبة خلال مشاركتها في المعرض

في معرض «سوالف اليدات» الذي أقيم ضمن «منتدى المرأة الإماراتية» واختتمت فعاليته مؤخراً، اجتمعت الكاميرا بالصوت لتصنع لوحة مختلفة.

لم تكن الصور مجرد لقطات فوتوغرافية جامدة، بل تحوّلت إلى نوافذ على أصوات الأمهات والجدات، تحمل في طياتها سنداً روحياً ونبض الحنين.

وبين الحضور، برز صوت الأم خصيبة الدهماني من الفجيرة، لتشكل محوراً مؤثراً في تجربة إنسانية تسعى لأن تصل رسالتها إلى جيل جديد يركض في سباق المستقبل.

وقالت الأم خصيبة إن مشاركتها في المعرض، نابعة من إحساسها العميق بمسؤولية الأمومة ودورها الممتد.

وأوضحت أنها أرادت أن تترك للأبناء والأحفاد رسالة واضحة: إن الكلمات التي تخرج من قلب الأم هي زاد لا ينفد، وسند لا ينهار، ودعاء يفتح أبواب الأمل أمام الأجيال.

لم يقتصر «معرض سوالف اليدات» على صور ثابتة تُعلّق على الجدران، بل فتح نافذة حسية مختلفة، إذ أستطاع الزائر أن يقترب من الهاتف الموضوع بجانب كل صورة، ورفع سماعته ليستمع إلى صوت الأم خصيبة وهي تخاطب الأجيال.

كلماتها المسجّلة ترافق ملامحها المصورة، لتمنح المشاهد إحساساً أن الصورة حيّة تنطق بالحكمة والنصيحة، مشيرة إلى أن الجيل الجديد يحتاج، وسط صخب العالم الحديث، إلى أن يستشعر قيمة هذا السند الروحي الذي لا تضاهيه قوة.

وأكدت خصيبة أنها تشارك في «سوالف اليدات» ليس كأم فقط، وإنما كرمز للأجيال السابقة اللواتي حملن همّ التربية وغرس القيم.

وقالت إنها تعتبر كل كلمة من الجدات والأمهات بمثابة «سوالف» تحمل حكمة وتجربة، ومن هنا جاء اسم المعرض الذي يسعى لربط الحاضر بالماضي.

وأوضحت، أن الأمهات قد لا يمتلكن أدوات التكنولوجيا الحديثة أو الشهادات الأكاديمية المتقدمة، لكنهن يقدمن ما يعجز غيرهن عن منحه: إرادة صلبة، ومشاعر صادقة، وإيمان راسخ بقدرة الأبناء على بلوغ أحلامهم.

وأضافت أن ما تمنحه الأم ليس مجرد حنان، بل قوة خفية تدفع الأجيال إلى المضي قدماً بثبات وثقة.

حب عميق

من جانبها، أوضحت المصورة عالية بنت سلطان أن فكرة المعرض انطلقت من حبها العميق لوالدتها خصيبة، ورغبتها في أن تجعل صوتها حاضراً في عمل فني يوثق هذه العلاقة.

وقالت إن ثقة والدتها بها كانت أكبر دافع لتجسيد الصور مرفقة برسائل صوتية، لتتحوّل كل لقطة إلى شهادة بصرية وروحية في آنٍ واحد.

وأضافت، أن المعرض لم يقتصر على توثيق صورة تقليدية للمرأة الإماراتية في بيتها أو بين أفراد عائلتها، بل فتح المجال لإبراز حضورها في مجالات شتى، حتى تلك التي طالما ارتبطت بالرجال مثل الرياضات الميكانيكية والفورمولا وان.

وأكدت أن وراء كل نجاح هناك أم، ووراء كل تحدٍّ هناك دعاء يساند صاحبه.

حياة كاملة

وأوضحت أن دمج الصور بالصوت لم يكن مجرد ابتكار تقني، بل محاولة لخلق تجربة يعيشها المتلقي بكل حواسه.

فحين يقف الزائر أمام صورة مرفقة بصوت الأم خصيبة، يشعر أنه ليس أمام مشهد فوتوغرافي عابر، بل أمام حياة كاملة تختزن في كلمات قليلة.

وأضافت أن «سوالف اليدات» يعكس فلسفة بسيطة وعميقة في الوقت ذاته، وهي أن المستقبل لا يمكن أن يُبنى بمعزل عن الماضي.

فكل ما يعيشه الجيل الجديد اليوم من فرص وإنجازات، يرتكز على دعاء الجدات وصبر الأمهات، وعلى التضحيات التي قد لا تظهر في الكتب أو الإعلام، لكنها مطبوعة في قلوب الأبناء.