عائشة العبيدلي وغاية الأحبابي.. إماراتيتان قدمتا إنجازات استثنائية في سن مبكرة

عائشة العبيدلي
عائشة العبيدلي
غاية الأحبابي
غاية الأحبابي

تضمّن منتدى المرأة الإماراتية الذي عُقد أمس في دبي، برعاية كريمة من حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، جلسةً بعنوان «الجيل الصاعد.. تميز وإنجاز»، والتي تم خلالها تسليط الضوء على قصة نجاح فتاتين إماراتيتين قدمتا إنجازات استثنائية في سن مبكرة.

تمثل عائشة العبيدلي وغاية الأحبابي وجهين مختلفين لصورة واحدة، هي صورة الإماراتية التي تسعى منذ الصغر إلى تحويل الحلم إلى مشروع، والطموح إلى إنجاز.

عائشة اختارت الطهو بوابة للثقافة والهوية، فيما رأت غاية في الاستدامة طريقاً لحماية الأرض وصوت الطفولة في المحافل العالمية. هذا التنوع في مجالات الاهتمام يعكس حقيقة أن الفتاة الإماراتية الجديدة لم تعد محصورة في قوالب تقليدية، بل تصنع مستقبلها عبر مسارات مبتكرة.

غاية الأحبابي تعد نموذجاً فريداً للجيل الذي يعي أن التحديات البيئية لا تخص الكبار وحدهم. فمنذ نعومة أظفارها، انخرطت في مبادرات تعزز الاستدامة، وأسست «فريق البراعم الخضراء» ليكون منصة تجمع عشرات الأطفال واليافعين حول فكرة العناية بالكوكب. حضورها في مؤتمر «كوب 28» حمل بعداً رمزياً، إذ جسّد إيمان الإمارات بأن صوت الأطفال يجب أن يكون حاضراً في صياغة قرارات المناخ.

غاية لا ترى نفسها مجرد ناشطة صغيرة، بل تحلم بأن تصبح أول «وزيرة أطفال» في العالم، لتمنح الطفولة منصة رسمية لصياغة مستقبل أفضل. هذا الطموح، وإن بدا مبكراً، يعكس بيئة تحتضن الأحلام وتدفعها نحو الواقع.

الطهو جسر للثقافة

على الضفة الأخرى، صنعت عائشة العبيدلي مساراً مختلفاً. بدأت رحلتها من المطبخ العائلي، وسرعان ما لفتت الأنظار بموهبتها، لتحمل لقب «أصغر شيف إماراتية». نجاحها لم يتوقف عند الجوائز المحلية، بل امتد إلى مشاركات في فعاليات كبرى مثل القمة العالمية للحكومات، حيث قدّمت وصفات مبتكرة تعكس روح المطبخ الإماراتي بلمسة عصرية.

ما يميز عائشة أنها لم تتعامل مع الطهو كهواية عابرة، بل كوسيلة لتعريف العالم بالثقافة الإماراتية. ترى أن المطبخ قادر على أن يكون لغة عالمية، وأن طبقًا إماراتيًا يمكن أن يحكي قصة وطن كما تفعل الكتب والخطب. تطمح إلى تأسيس معهد للطهو يحمل اسم الإمارات، ويخرّج جيلاً جديداً من الطهاة المحليين القادرين على المنافسة عالمياً.

تكامل الأدوار

ما يجمع بين غاية وعائشة هو أن كلاً منهما تمثل زاوية مختلفة من هوية الفتاة الإماراتية الجديدة. الأولى تحمل قضايا البيئة والمناخ وتعمل على نشرها في وعي الأطفال عالمياً، والثانية تنقل صورة الوطن إلى العالم من خلال المذاق والفن.

في المنتدى، بدتا كوجهين متكاملين للجيل الصاعد؛ جيل يعي مسؤولياته تجاه الأرض ويحتفي بثقافته في الوقت نفسه. هذا الحضور يعكس بوضوح دور الإمارات في صناعة نماذج ملهمة من بناتها، عبر سياسات تمكين لم تتوقف عند حدود التعليم والعمل، بل امتدت إلى إتاحة المنصات الدولية للفتيات منذ صغرهن.