كان وجودها بين مجموعة من الشباب المبدعين دليلاً على أن الطموح لا يعرف حدوداً، وأن الإبداع يمكن أن يجد مكانه في أي مجال، حتى في المطبخ الذي اعتادت الأعين أن تراه مجرد مساحة لإعداد الطعام، بينما تراه هي مساحة للحوار الثقافي وسرد الحكايات.
ومنذ صغرها، كانت تجلس إلى جانبه في المطبخ، تراقب يديه وهما تمزجان المكونات، وتحاول تقليده في إضافة البهارات أو تقليب الأطباق. وتقول عن تلك الفترة:
«كان أبي يفتح لي باب المطبخ كأنه يفتح لي باباً لعالم جديد، علمني أن الطبخ ليس مجرد وصفة، بل إحساس وفن، وأن كل مكون له حكاية، وكل طبق يحمل ذاكرة».
إلا أن النكهات الإماراتية بقيت راسخة في ذاكرتها، تستحضرها في كل تجربة جديدة، وكأنها الجسر الذي يربطها بجذورها. وبعد عودتها إلى الإمارات قبل عام ونصف، وضعت هدفاً واضحاً أمامها وهو إعادة تقديم المطبخ الإماراتي بلمسة عصرية تحافظ على أصالته وتمنحه روحاً عالمية، وبدأت بتطوير وصفات جديدة. وفي مختبر دبي للشباب الذي عقد أمس في مقر الأمانة العامة للمجلس التنفيذي.
كان حضورها إلى جانب شباب من مجالات مختلفة فرصة لإبراز أن المطبخ أيضاً مجال إبداعي يمكن أن يخدم المجتمع ويعبر عن الهوية الوطنية، ولم تكن هناك كمتحدثة تلقي محاضرة، بل كجزء من حوار مفتوح، تروي فيه رحلتها وتجاربها، وتستمع في الوقت نفسه لقصص الآخرين، في تفاعل يعكس جوهر الفعالية وصناعة الأفكار الجديدة.
وترى ميثاء أن المطبخ يمكن أن يكون أداة دبلوماسية ناعمة، فطبق إماراتي يقدم بطريقة مبتكرة يمكن أن يترك أثراً أعمق من كلمات كثيرة، وهي تؤمن أن الأكل قادر على كسر الحواجز الثقافية، وأن النكهات تحمل رسائل صامتة تصل إلى القلوب قبل العقول.
