تواجه العديد من الأمهات العاملات تحدياً خلال شهر رمضان، يتمثل في التوفيق بين العمل، ورعاية الأسرة، والتحضير لموائد الإفطار والسحور، إضافة إلى تعزيز الأجواء الروحانية في المنزل، وبين أفراد الأسرة، التي تعد الركيزة الأساسية لبناء مجتمع قوي ومتماسك. ورغم هذه التحديات، تستمر الأمهات في العطاء بلا تردد، مدفوعات بالحب العميق لأطفالهن والرغبة القوية في الحفاظ على التوازن الأسري، وتلبية احتياجات أفراد الأسرة النفسية والجسدية.
وأكد عدد من الأمهات العاملات لـ«البيان» أن العمل المرن والعمل عن بُعد وتخفيض ساعات العمل خلال الشهر الفضيل، كلها حلول أسهمت في تحقيق التوازن بين مسؤولياتهن المهنية والأسرية، عبر تخفيف الضغط عليهن.
توزيع الوقت
وقالت نادية غريب البسطي، موظفة وأم، إن تطبيق سياسة العمل عن بعد في بعض أيام الأسبوع خلال شهر رمضان يساعدها على إعادة توزيع وقتها بشكل أكثر كفاءة، كما مكنها من إنجاز مهامها بيسر، لتتفرغ في وقت مبكر من اليوم لإعداد مائدة الإفطار والجلوس مع أطفالها وتهيئة المنزل لاستقبال الزيارات المنزلية التي تكثر ويتميز بها الشهر الفضيل.
وقالت فاطمة الزهراء أحمد: إن تقليل ساعات العمل أو العمل من المنزل يزيد من الإنتاجية، مؤكدة أن أداءها يتحسن في شهر رمضان بعد اعتماد نظام العمل عن بعد بسبب المرونة التي تساعد الموظفات على العمل بتركيز أكبر خلال الأوقات التي تناسبهن، ما يؤدي إلى إنجاز المهام بجودة أعلى، بدلاً من تشتت التركيز بين مهام العمل والمهمات المنزلية.
توفير الوقت
ورأت رشا رمضان أنه بفضل التكنولوجيا «أصبحنا نتمكن من حضور الاجتماعات عن بعد وإنجاز معظم المهام المطلوبة دون الحاجة للخروج من المنزل، ما يوفر للأمهات العاملات وقتاً إضافياً لتحضير الوجبات وتعليم الأبناء روحانيات الشهر الفضيل وتشجيعهم على الصيام ومراقبتهم عن كثب».
مهام إضافية
وأضافت أن الزوجة والأم العاملة أكثر قدرة على استيعاب المهام الإضافية من السيدة التي تجلس في البيت، لأن الأخيرة اعتادت الطهي خلال الفترة الصباحية، في حين أن المرأة العاملة تعرف تماماً كيف تحضر مواد المطبخ في الفترة المسائية أو حتى بعد عودتها من العمل.
وأشارت آسيا عزيز إلى التقدير الذي تنتظره من زوجها وأبنائها خلال شهر رمضان، لأنها تتعب في الصيام مثلهم تماماً مع تحمل مسؤولية إسعادهم على مائدتي الإفطار والسحور.
وأكدت أنها تشعر بمتعة أثناء دخول المطبخ في رمضان، لأن هذه التجربة تعزز دورها وتمنحها شعوراً جميلاً، مشيرة إلى أنها تشجع أبناءها الشباب والبنات على مساعدتها في الطهي ليشعروا بلذة مشاركة هذه اللحظات الروحانية خلال تحضير مائدتي الفطور والسحور، ويتعلموا في الوقت ذاته مهارات تحضير الطعام وعدم الاعتماد على الأكل الجاهز، خصوصاً خلال شهر الصيام.
وأكدت ندى كريم أنها رغم استعانتها بالخادمة في تقطيع الخضار وتجهيز أدوات الطهي، إلا أنها لا توكل إليها مهام المطبخ كاملة في رمضان، رغم متاعب العمل خارج البيت، كي تؤكد دورها الجوهري في حياة أسرتها.
نصائح ذهبية
وقدمت منال الجوهري، المستشارة الأسرية، نصائح ذهبية تساعد الأم العاملة على تحقيق التوازن بين مهام العمل والواجبات المنزلية، لا سيما في الشهر الفضيل، وهي: تنظيم الوقت، وتحديد الأولويات، والمرونة في التعامل مع التحديات اليومية، وتوزيع المسؤوليات بين أفراد الأسرة.
وقالت الجوهري: لا شك أن المرأة العاملة تتعرض خلال شهر رمضان المبارك لضغوطات بسبب عدم قدرتها على التوفيق بين العمل ومهام البيت والأبناء، وأداء العبادات، وتجهيز الإفطار والسحور، وهي مهام يتطلب أداؤها وهي صائمة، مع ضرورة استيقاظها مبكراً لإعادة المهام نفسها يومياً، ولذا فإن استطاعت المرأة العاملة إقامة التوازن بتنظيم الوقت والمهام وعمل جدول منظم، فستنجز جميع مهامها بسلاسة، وتجد الوقت لتعليم أبنائها السنع الرمضانية وتشجيعهم على الصيام.




