تجفيف وتخزين التمور.. مهنة متوارثة من الأجداد تعزز الأمن الغذائي

رغم انتشار مصانع التمور، المتخصصة بحفظها وتخزينها، وتغير نمط الحياة أيضاً إلا أن هناك العديد من الأسر الإماراتية في منطقة العين وغيرها في باقي مناطق الدولة تحرص مع نهاية شهر يوليو على حفظ التمور وتخزينها.

لاسيما نوع «النغال»، نظراً لقيمة التمر الغذائية بالغة الأهمية، والاستفادة من عناصره الغنية بالمعادن والفيتامينات، وإحياء لهذه المهنة العريقة المتوارثة من الأجداد والتي تتطلب جهداً كبيراً ومهارة عالية.

عبدالله الكعبي
عبدالله الكعبي

وقال عبدالله المر الكعبي، باحث في التراث الإماراتي: «إن عملية جمع التمور وتجفيفها وتخزينها وحفظها، تتطلب أساساً الجهد الكبير والمهارة العالية، وهي من المهن الجميلة والمتوارثة من الآباء والأجداد، تحقق استدامة التمر وتوافره في شتى المواسم».

وأشار إلى أنه مع نهاية شهر يوليو تبدأ الأسر الإماراتية بجمع التمور الناضجة، لاسيما نوع «النغال»، ووضعها على المسطاح، وهو مصنوع من سعف وخوص النخيل، في مكان نظيف معد خصيصاً لتجفيفها تحت أشعة الشمس، سواء في المنازل أو في المزارع.

وذلك قبل تخزينها، إلى جانب القيام بتنقية ما تم تجفيفه من الشوائب، وبعد عملية التجفيف يتم وضع التمور في علب أو صناديق تناسب عملية الحفظ والتخزين، مشيراً إلى أن تعرض التمور للماء يصيبها بالتعفن أثناء عملية التخزين، لكن عند تناولها يجب أن يتم غسلها.

وأشاد الكعبي بدور المهرجانات التراثية في الدولة، التي تحرص على تعريف الزوار والسياح بأهمية حفظ التمور وتخزينها، ليبقى هذا الموروث في الذاكرة، من خلال تقديم عروض وورش حية، كما يتعرف الأجيال أيضاً على تلك العروض وعلى مآثر الأجداد ودورهم في حفظ التراث وصونه.

أحمد الحفيتي
أحمد الحفيتي

وأكد أحمد الحفيتي، مزارع ومؤثر في قطاع الزراعة، أن موسم جمع التمور من المواسم التي تبشر بالخير والعطاء والرزق الوفير، كما أن جمع التمور وتجفيفها وتخزينها من المهن القديمة المتوارثة الأجداد. وقال: «إن موسم جمع التمور الناضجة يكون على مراحل.

وذلك على حسب نوعها وطبيعة المكان أو المنطقة وحرارة الطقس، فتبدأ مرحلة الفرز والاختيار وانتقاء الصالح من التمور وهذه المهمة تتطلب مجهوداً وساعات طويلة من العمل وذلك وفقاً لكمية التمور، ثم تتم عملية الفصل بين حبات التمور، تمهيداً لفرز الجيد وإزالة اليابس وغير الصالح، وتتم بعد ذلك عملية حفظه وتخزينه».

وأكد أن عملية حفظ وتخزين التمور تتم في علب وعبوات بلاستيكية مناسبة ومحكمة، حتى لا يتعرض للغبار والملوثات، كما أن تعرضه للماء يصيبه بالتعفن أثناء عملية التخزين.

عبدالرحمن الشامسي
عبدالرحمن الشامسي

وقال المزارع عبدالرحمن الشامسي:«مع نهاية موسم الرطب، تجتهد الأسر الإماراتية في منطقة العين وباقي مناطق الدولة لاستمرار توافر ثمار النخيل في منازلهم من خلال عملية الحفظ والتخزين، حيث يتم ترك حبات الرطب في مكان نظيف تحت أشعة الشمس حتى تجف تماماً وتتحول إلى تمور».

وأضاف: «إن عملية حفظ وتجفيف وتخزين التمور من الأعمال التي اعتاد الأهالي قديماً على القيام بها، وهو جزء بارز من موروثهم الشعبي الأصيل، بحيث ساعدهم على توفير غذائهم وحفظه في بيئة مناسبة».