النخوة الإماراتية... الحكمة والاعتدال والحزم في المواقف الوطنية والدولية

سيبقى 17 يناير 2022، تاريخ الهجوم الإرهابي الحوثي على منشآت مدنية، في الذاكرة الوطنية يوماً إماراتياً في الثبات والصمود.

لم يأت هذا الهجوم الإرهابي إلا بنتائج معاكسة لأهدافه، حيث إن الإمارات أقوى من أي تهديد إرهابي وأكثر قوة وأشد تصميماً على مواصلة مسيرتها التنموية باقتدار بشهادة جميع دول العالم، وتجلّت النخوة الإماراتية في الحكمة والاعتدال والحزم في المواقف الوطنية والدولية وبقدراتها على حماية مكتسباتها وإنجازاتها وتحقيق الريادة في جميع المجالات.

وباتت الإمارات مركز استقطاب عالمياً للابتكار والاستثمار ومكاناً مفضلاً للشباب للعيش والعمل وتحقيق الطموحات، ومصدراً لإلهام الكثيرين الباحثين عن الأمن والأمان وفرص النمو والتطور والعيش الكريم، كما تعد الإمارات نموذجاً جاذباً على المستوى العالمي من حيث التنمية الاقتصادية والقيم الثقافية والاستقرار.

لقد أحبط الثبات الإماراتي محاولات الميليشيا الإرهابية تهديد استقرار المنطقة، وهذه «الميليشيا» أضعف من أن تؤثر في مسيرة الأمن والأمان، ولا تعد سوى محاولة يائسة منهم للاستعراض، حيث تنظر دول العالم كله إلى دولة الإمارات على أنها عنصر استقرار إقليمي لما لديها من توجهات حضارية مضادة للإرهاب، وما تقوم به من جهد كبير من أجل تعزيز وتعميق قيم التسامح والوسطية والاعتدال وقبول الآخر وتقديمها لنموذج في التعايش بين الثقافات والديانات.

الهجوم الإرهابي الذي أدانته دول العالم وبإجماع من دول مجلس الأمن الدولي وتأكيد الجميع أيضاً أنه يعد انتهاكاً للقانون الدولي، فتح عيون جميع دول العالم على مدى استخفاف الإرهاب بجميع القوانين والأعراف الدولية وتخبُّط هذه الجماعة في ظل الضربات الموجعة المتواصلة التي يتلقونها، وكشف الستار عن نمط السلوك الإرهابي المتكرر لدى الحوثيين.

حيث بدأت دول العالم تتحرك لمحاصرة هذه الجماعة الإرهابية واقتنعت بأن استمرار التهاون في مواجهة هذه التهديدات قد يؤدي إلى عواقب كارثية على الأمن والاستقرار الدوليين، خاصة في ظل تهديد الحوثيين لممرات الملاحية الدولية في البحر الأحمر.

كما أن الضربات الدقيقة الأمريكية والبريطانية خلال الفترة الأخيرة ضد منشآت الحوثيين أسهمت في تعطيل وإضعاف القدرات التي يستخدمها الحوثيون لتهديد التجارة العالمية والأمن العالمي، مع رفض الجماعة الإرهابية أي تسوية سياسية، كما ترفض قبول حقيقة أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق السلام هي قبول الحوار والابتعاد عن ممارساتها الإرهابية.

الحكمة والاعتدال

وفي ظل التحدّيات المتزايدة والتغييرات السريعة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، تمثّل الدبلوماسية الإماراتية نموذجاً فريداً من نوعه في الحفاظ على استقرار وأمان المنطقة والإسهام في جهود المجتمع الدولي لتحقيق عالم أكثر أماناً وازدهاراً للجميع.

وتتميز بموقفها الثابت والمتزن، فالعالم اليوم بحاجة إلى تعزيز القيم والمبادئ، التي تؤمن بها دولة الإمارات في مواجهة التهديدات التي يشهدها العالم حالياً والتي لا يمكن التغلب عليها إلا من خلال الحكمة والاعتدال والحزم، وتعزيز التسامح والمساواة والشمولية والمرونة والعطاء.

صدى عالمي

وكان لثوابت السياسة الخارجية لدولة الإمارات صداها على تحركاتها ومواقفها في مواجهة الأحداث التي تهدد الأمن والاستقرار العالميين وخصوصاً ظاهرة الإرهاب التي تبنت في مواجهتها مواقف ثابتة وواضحة.

وغني عن القول إن السياسة الخارجية الإماراتية تعد نموذجاً للفاعلية والاتزان والنجاح بفضل رجاحة الأسس التي تقوم عليها وهي الرؤية التي جعلت دول العالم تنظر للإمارات بمزيد من التقدير والاحترام، باعتبارها دولة مسؤولة في محيطها الإقليمي والعربي، وتتفاعل بإيجابية مع مختلف المبادرات التي تطرحها وتتناول قضايا حيوية تهم المجتمع الدولي.

حيث اضطلعت الإمارات بعد انتخابها عضواً غير دائم في مجلس الأمن الدولي للفترة 2022 - 2023، بدور بارز للتصدي للتحديات الحاسمة في عصرنا، مثل تشجيع حل النزاعات بالطرق السلمية، وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، والحفاظ على السلام، حيث إن الإمارات لا تشارك في المحافل الدولية لتسجيل الحضور فحسب، بل إنها تحمل إلى العالم رسالة قيم وتجربة ناضجة، وخطوطاً عريضة لرؤية سياسية ثاقبة.

مساعدات إنسانية

وسعت الإمارات بشكل دؤوب مستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية، خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية، فدولة الإمارات نموذج رائد للتضامن الإنساني العالمي من أجل المستقبل، من خلال نشر رسالة التسامح والتكاتف والبذل والعطاء ومد يد العون والمساعدة في التخفيف من معاناة المجتمعات. والعالم اليوم أصبح في أمسّ الحاجة إليها، من أجل غد ومستقبل أجمل تنعم به الأجيال المقبلة، وباتت عاصمة عالمية للاستثمار والإبداع الاقتصادي والثقافي.