أكد أطباء أن مكتسبات كبار المواطنين تتوالى في دولة الإمارات، ويتعاظم دورهم في الحياة العامة، بما يؤكد البعد الإنساني والحضاري للمجتمع الإماراتي، الذي تربى على احترام جيل الآباء والأجداد، وتقدير تضحياتهم ومساهماتهم في مسيرة بناء الوطن.
وأهم عامل يكفل تمكين كبار المواطنين في الدولة الإسهام في وضع وتصميم السياسات ذات العلاقة بهم، وتوفير الرعاية والاستقرار النفسي والاجتماعي، وتقديم جميع أشكال المساعدة اللازمة. وأكدت الدكتورة سلوى السويدي، استشاري طب الأمراض الباطنية وطب المسنين ورئيس شعبة الإمارات لطب المسنين في جمعية الإمارات الطبية، أهمية تعزيز صحة كبار المواطنين، خاصة الذين يعيشون في منازلهم مع أسرهم، مشيرة إلى ضرورة السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والخرف، وأوضحت أن هذه الأمراض لا يمكن علاجها بشكل نهائي، لكنها قابلة للسيطرة ضمن المعدلات المقبولة لمنع المضاعفات، وشددت على أهمية إجراء الفحوصات الدورية لمراقبة معدلات هذه الأمراض، بما في ذلك متابعة الوزن، للتأكد من عدم حدوث نقص غير مبرر، يتجاوز 5 % خلال ستة أشهر، والذي قد يكون مؤشراً على سوء التغذية.
وأضافت السويدي، أن نوعية الغذاء تلعب دوراً محورياً في صحة المسنين، مؤكدة ضرورة توفير الأطعمة ذات القيمة الغذائية العالية، والحرص على الترطيب الجيد، حيث يحتاج كل كيلوغرام من وزن الجسم إلى نحو 30 ملليلتر من الماء يومياً.
حياة صحية
من جانبه، أوضح الدكتور عارف النورياني، المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي واستشاري القلب والقسطرة، أن الحفاظ على صحة كبار المواطنين يتطلب اتباع نمط حياة صحي متكامل، يشمل عدة جوانب أساسية، وأن التغذية المتوازنة، الغنية بالفيتامينات والألياف مثل الخضراوات والفواكه، تلعب دوراً مهماً في تعزيز الصحة العامة، مع تجنب الأطعمة الدسمة والوجبات السريعة، والحد من استهلاك الملح والنشويات، إلى جانب شرب كميات مناسبة من الماء، ما لم يكن هناك ما يمنع ذلك طبياً، كما شدد على أهمية ممارسة النشاط البدني بانتظام، مثل المشي اليومي بمعدل يتراوح بين 8000 إلى 10000 خطوة، والنوم الكافي من 6 إلى 8 ساعات يومياً، وتجنب التدخين ومتابعة الفحوصات الطبية الدورية.
كما أوضح الدكتور عبدالله الهاجري، استشاري أمراض القلب والقسطرة، أن تقدم العمر يؤثر بشكل كبير على صحة القلب والأوعية الدموية، حيث تزداد سماكة جدران القلب ويكبر حجمه، ما يقلل من قدرة حجراته على الامتلاء بالدم المتدفق، ما قد يؤدي إلى فشل القلب الانبساطي، مسبباً انتفاخ الأرجل وضيق التنفس، كما تنخفض سرعة النبض، بسبب ضعف الشبكة الكهربائية للقلب، ما يعرض كبار السن للدوخة أو فقدان الوعي، وفي بعض الحالات قد يتطلب الأمر زراعة جهاز لتنظيم ضربات القلب، وأشار إلى أن تصلب جدران الشرايين وفقدان المرونة يؤديان إلى ارتفاع ضغط الدم، وتضيق الشرايين التاجية، ما يزيد من مخاطر قصور القلب.
بدورها، أشارت الدكتورة زهرة عثمان، طبيب عام، أهمية المتابعة الدورية لمرضى الأمراض المزمنة لضبط الجرعات الدوائية بشكل دقيق، وأوضحت أن هذه المتابعة تمكن الطبيب من تقييم مدى فعالية العلاج وتعديل الجرعات، وفقاً لنتائج الفحوصات وحالة المريض.
من جانبها، أفادت الدكتورة فاطمة الحوسني، أخصائية أمراض الروماتيزم، بأن التشخيص المبكر والرعاية المستمرة للأمراض الروماتيزمية مثل التهاب المفاصل وهشاشة العظام يسهمان بشكل كبير في تقليل الألم، وتحسين جودة حياة المرضى، وأشارت إلى أن العلاج يتطلب نهجاً شاملاً، يشمل الأدوية والعلاج الطبيعي والتغذية السليمة، مؤكدة أهمية المتابعة الدورية لتجنب المضاعفات، والحد من تأثير الأمراض على الحركة والنشاط اليومي.




