بخبرة تمتد لأكثر من 12 عاماً في مجال دعم وتعليم وتمكين الطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحد، ترسم شيخة سالم حمد الكعبي حلماً مغايراً لرسالة إنسانية عظيمة، حيث تعمل كمدرس متخصص أول في مركز العين للتوحد التابع لـمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، وتحمل شهادة بكالوريوس في علم النفس، إلى جانب عدد من الشهادات التخصصية.
وتوجت رحلة شغفها واجتهادها بالتأهل للمرحلة النهائية لجائزة محمد بن زايد لأفضل معلم، فضلاً عن الفوز بجائزة المقال الإماراتي في دورته الأولى بفئة المقال العلمي وعنوان المقال ( إعادة تشكيل المستقبل – كيف تحدث التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي آفاقاً في تدريب الأطفال من ذوي التوحد؟).
تروي الكعبي بدايات الشغف والتحدي، فالرحلة لم تكن سهلة، وقالت «حين قررت التخصص في العمل مع الطلبة من ذوي اضطراب طيف التوحد، لم تكن البداية سهلة. واجهت تحديات متعددة شملت صعوبات في التواصل، وفهم الاحتياجات الفردية، والتعامل مع أنماط سلوكية معقدة. إلا أن إيماني العميق بقدرتي على إحداث تغيير إيجابي، وشغفي المتجذر تجاه هذه الفئة، شكّلا الدافع الأساسي للاستمرار والتطور».
وتدرك الكعبي أن دخول مضمار التحديات لا يكتفي بعدد الشهادات العلمية، بل إنها رحلة تمكين تتضافر بها الإنسانية في شكل فريد، وقالت «أدركت منذ السنوات الأولى أن العمل مع أطفال التوحد لا يعتمد فقط على المؤهلات الأكاديمية، بل يتطلب قلباً يتسع بالرحمة، وصبراً طويلاً.
ورغبة حقيقية في التعلم والتجدد. ولذلك، حرصت على تطوير مهاراتي من خلال الحصول على العديد من الشهادات والدورات المتقدمة في مجالات التوحد، تعديل السلوك، والتواصل، مما مكنني من تصميم برامج تعليمية فردية فعالة ومتكاملة».
نطاق الأثر
وأشارت الكعبي أن عطاءها لم يقتصر على العمل المباشر مع الطلبة، بل سعت إلى نقل المعرفة وتمكين الآخرين من خلال التدريب المهني، فبعد حصولها على شهادة مدرب محترف معتمد، انضمت إلى فريق «جسور الأمل» لدعم أولياء الأمور، وأصبحت مدرباً معتمداً في المؤسسة.
حيث أسهمت في تدريب وتمكين أكثر من 2000 ولي أمر واختصاصي على المستويين المحلي والإقليمي في جميع إمارات الدولة، بالإضافة إلى جمهورية مصر والأردن.
كما تركزت برامج وورش العمل التي قدمتها الكعبي على تطوير مهارات التواصل واللغة لدى أطفال التوحد، واستراتيجيات التعلم وتعديل السلوك، فضلاً عن دعم عملية الدمج التعليمي في المدارس الحكومية (وأسهمت فعلياً في دمج 3 حالات بنجاح)، وتعزيز وعي أولياء الأمور بكيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي اضطراب التوحد، هذا بالإضافة إلى التوعية باضطراب التوحد في المجتمع المحلي، ودليل المهارات الأساسية للمدربين العاملين مع طلاب اضطراب التوحد
رؤية مستقبلية
وحول رؤيتها المستقبلية قالت الكعبي: «أؤمن بأن العمل مع ذوي اضطراب طيف التوحد ليس مجرد وظيفة، بل رسالة إنسانية تتطلب التفاني والإخلاص. ومن هذا المنطلق، أطمح اليوم إلى توسيع نطاق تأثيري ليصل إلى المستوى العالمي».