انطلقت في دبي، أمس، أعمال المؤتمر السنوي السادس لجمعية الإمارات للأورام، بمشاركة أكثر من 700 طبيب وباحث ومتخصص في علاج السرطان من 20 دولة، لبحث أحدث التوجهات العلمية والسريرية في طب الأورام، حيث شهد الحدث الإعلان عن إطلاق علاج فموي مبتكر لسرطان القولون والمستقيم النقيلي في الدولة.
وأكد البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي، رئيس الجمعية ورئيس المؤتمر، أن انعقاد الحدث يعكس الدور الريادي لدولة الإمارات في دعم الأبحاث الطبية والابتكار في مجال علاج السرطان، مشيراً إلى أن المؤتمر يشكل منصة علمية مهمة لمناقشة أحدث العلاجات والأبحاث والابتكارات التي تسهم في تحسين نتائج علاج المرضى وجودة حياتهم، لافتاً إلى أن تبني الدولة لأحدث التقنيات العلاجية يعزز جودة الرعاية المقدمة ويرتقي بقطاع الرعاية الصحية في الدولة.
عوامل انتشار
وقال البروفيسور حميد بن حرمل الشامسي إن أكثر أنواع السرطان انتشاراً في الدولة هو سرطان الثدي، والقولون، والغدة الدرقية، موضحاً أن الإحصاءات تشير إلى تزايد الحالات المشخصة، ليس فقط في الإمارات إنما خليجياً وعالمياً، نتيجة لعوامل رئيسية أبرزها تغير أنماط الحياة، والتدخين بأشكاله كافة، وزيادة معدلات السمنة الناتجة عن النمط الغذائي غير الصحي، والاعتماد على الوجبات السريعة.
وأكد أن الالتزام بالقواعد الصحية، والحفاظ على وزن مثالي، وإجراء الفحوص الدورية تشكل خط الدفاع الأول للوقاية من المرض، مشدداً على أن الكشف المبكر قادر على المساهمة في علاج أكثر من 90 % من الحالات.
وأوضح أن برامج الفحص المبكر لسرطان الثدي في الدولة أسهمت في اكتشاف العديد من الحالات في مراحلها الأولى، وهو ما انعكس بشكل مباشر على ارتفاع فرص التعافي.
ويعقد المؤتمر بالتعاون مع جمعية الإمارات الطبية، وبدعم من وزارة الصحة ووقاية المجتمع، بمشاركة نخبة من أبرز الخبراء والأطباء المحليين والإقليميين والدوليين.
ويتضمن البرنامج العلمي أكثر من خمسين جلسة يقدمها نحو 120 متحدثاً، تغطي مختلف أنواع الأورام، إلى جانب ورش عمل تخصصية ومعرض مصاحب لشركات الأدوية العالمية.
حضر حفل الافتتاح كل من الدكتور يونس كاظم، المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي بالإنابة في هيئة الصحة بدبي، والدكتورة عايدة العوضي، رئيسة اللجنة العلمية للمؤتمر، والدكتورة سوسن جعفر، رئيسة مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان.
وتناولت جلسات اليوم الأول دور الفرق الطبية متعددة التخصصات في الدولة.
وكرمت جمعية الإمارات للأورام 24 باحثاً من مختلف دول العالم، تقديراً لمساهماتهم العلمية في مجال أبحاث السرطان، كما تم تكريم الراحل الدكتور محمد العلي، أحد رواد طب الأورام في المنطقة، إلى جانب عدد من محاربي المرض، تقديراً لشجاعتهم.
نجم ساطع
وكان صوت حمدان الفلاسي (12 عاماً)، الطفل القادم من دبي، هو النجم الساطع في المؤتمر، حيث وقف شامخاً ليشارك قصته، لا كضحية، بل كـ«محارب للسرطان» أعلن انتصاره المبكر.
الحكاية المرة بدأت عندما كان حمدان في التاسعة من عمره، تذكر والدته تلك الأيام التي تسارعت فيها الأعراض بـ«شكل مفزع»: حمى لا تنكسر، وقدمان تعجزان عن حمل الجسد الصغير، تحول البيت إلى محطة قلق متواصل، والجسد الغض إلى لغز يحتاج إلى فك شيفرة، لم يهدأ البال حتى جاء التشخيص من مستشفى الجليلة: سرطان الدم.
هنا في اللحظة التي يرتجف فيها العالم اختار هذا الفارس الصغير عدم الفزع. «لم يفزع»، هي الكلمة التي رددها حمدان أمام الحضور، ليؤكد أن الشجاعة ليست غياب الخوف، بل هي الإقدام على الحياة رغم وجوده، غادرت الأم والطفل إلى لندن، وعاشا فصولاً قاسية من العلاج امتدت لعشرة أشهر.
تصف الأم مرارة تلك التجربة بصدق نبيل: «عانيت الخوف والقلق على صغيري»، لكنها تضيف بامتنان: «والحمدلله، منّ الله عليه بالشفاء».
كانت رسالة أمير الأمل صريحة وموجهة للجميع: «وجودي اليوم يؤكد أهمية الفحص المبكر ودوره في رحلة التعافي».
