أكد عدد من الأطباء الاختصاصيين أن درجة الحرارة المرتفعة في فصل الصيف تؤذي الجسم، وتصيبه بضربة شمس، ينتج عنها فقدان للسوائل والأملاح المعدنية الضرورية.
وحدوث خلل في الوظائف العصبية للمخ، ويتبعها أيضاً حدوث خلل في أداء الأعضاء، لا سيما عند ارتفاع حرارة الجسم إلى 41 درجة مئوية. مشيرين إلى أن بعض ضربات الشمس القوية قد تؤدي إلى الوفاة، نتيجة الخلل الذي تسببه بأجهزة الجسم الحيوية.
وشددوا على أهمية إسعاف مثل هذه الحالات بشكل عاجل، وعدم إهمال اتباع التعليمات والإرشادات الصحية اللازمة، التي تقي من ضربة الشمس، في وقت أشاروا فيه إلى نحو 7 طرق للوقاية من التعرض إلى درجات حرارة عالية، بما فيها ضربة الشمس.
منى الزعابي
وقالت الدكتورة منى الزعابي استشارية طب الأسرة: «ضربة الشمس حالة مرتبطة بالتعرض المباشر لدرجات حرارة مرتفعة، تؤدي لحدوث تشنجات عضلية وإنهاك حراري. وتشمل الأعراض الأولية التعرق الغزير، واحمرار الجلد، والإعياء، والغثيان، وتسارع النبض، وفقد الرؤية الوقتي السابق للإغماء، واختلال التوازن».
وأضافت الزعابي: «التعرض لحرارة الشمس العالية، يؤدي أيضاً إلى حدوث أضرار بالغة في الدماغ والكبد والكلى والعضلات، لذا، يتحتم الإسراع في علاج أعراض التعرض لضربة الشمس، التي تعد أبرز أمراض الصيف، ومخاطرها التي تهدد الحياة».
وقالت: «في حال لم يستطع الجسم التخلص من حرارته المرتفعة نتيجة أشعة الشمس الحارة، فستظهر أعراض انهاك الحراري، تسبب انخفاضاً في ضغط الدم، وقد تؤدي إلى فقدان الوعي.
منصور حبيب
ومن جانبه، قال الدكتور منصور أنور حبيب استشاري طب الأسرة والصحة المهنية: «فئة معينة من الناس تكون أكثر عرضة للإصابة بضربة الشمس من غيرها، لا سيما الذين يعانون من أمراض الكبد والكلى، والهزال، والألزهايمر، وأمراض القلب والرئة. كذلك الأطفال الأقل من عامين وكبار السن، لأنهم يستجيبون بسرعة لتغيرات الحرارة».
وشدد على أهمية علم الإسعافات الأولية البسيطة، التي يمكن أن تحد من آثار ضربة الشمس، والتي تتمثل في نقل الشخص المصاب إلى مكان بارد مغطى، يتوافر فيه تكييف، وليس فقط في الظل، ويتحتم على الشخص المسعف تخفيف ملابس المريض، لتسهيل عملية التنفس، ووضع كمادات باردة على جسد المريض، ما لم يكن لديه مشاكل في القلب موجودة من قبل.
مريم المسافري
وأوضحت الدكتورة مريم سعيد المسافري استشارية طب الأسرة: «ارتفاع درجات الحرارة والتعرض المتزايد للأشعة فوق البنفسجية، يرفعان من معدلات الإصابة بأمراض بصرية شائعة، أبرزها إعتام عدسة العين «المياه البيضاء»، والتهابات القرنية والملتحمة.
كما أن الجفاف والتغير في الرطوبة وزيادة أشعة الشمس، قد تؤدي إلى تلف بروتينات عدسة العين، أو الحمض النووي لخلاياها، وهو ما يُعزز خطر الإصابة بالمياه البيضاء، فضلاً عن زيادة التهابات سطح العين، مثل الظفرة والتهاب الملتحمة. لذا، يتحتم ارتداء نظارات شمسية مناسبة، والحرص على ترطيب العينين، وعدم النظر أبداً إلى الشمس بشكل مباشر».
ومن جانب آخر، اعتبرت الدكتورة المسافري أن ضربة الشمس من الإصابات الخطرة التي تهدد حياة الإنسان، وتندرج تحت قائمة الحالات الحرجة، لأنها تؤدي إلى ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.
كما أن التأخير في تقديم الإسعافات الضرورية اللازمة والعلاج السريع، يؤدي إلى تطور الحالة سلبياً، وتزداد سوءا خلال ساعات أو أيام قليلة، خاصة حالات إصابة كبار السن والأطفال.
توصيات طبية
وأوصى الأطباء المتحدثون بضرورة اتباع طرق الوقاية من ضربات الشمس وأضرارها الصحية على الجسم، والتي تتمثل في: أولاً، تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة والشديدة قدر الإمكان، وتجنب الخروج في وقت الذروة، والبقاء بعيداً عن أشعة الشمس.
وثانياً: إذا كان هناك حاجة ملحة للخروج في هذه الأوقات، فيجب وضع واقٍ للشمس، ومحاولة المشي في أماكن ظليلة، وتغطية الرأس، واستخدام مظلة شمسية، وارتداء ملابس فاتحة اللون.
وثالثاً: اللجوء إلى الراحة عند أي شعور بالإرهاق والتعب والإعياء، ورابعاً: شرب كميات كافية من المياه والسوائل، لإمداد الجسم بما فقده من أملاح ومياه، تساعده على تبريد نفسه ذاتياً، وشرب المياه باستمرار، حتى ولو لم يكن هناك إحساس بالعطش».
كما نصحوا، خامساً، بضرورة تهوية المنازل باستمرار. وسادساً: عدم ممارسة أي نشاط بدني في النهار، خلال أيام الصيف شديدة الحرارة، تجنباً للوصول لدرجة الإرهاق الحراري أو ضربة الشمس، وسابعاً: يمكن أن تتم ممارسة الرياضة في الصباح الباكر، أو آخر النهار، بعد زوال أشعة الشمس الشديدة.