وأشرن إلى أن هذه الظاهرة أصبحت شائعة بين الأفراد، وخاصةً المراهقين، الذين يتأثرون بشكل كبير بما يُطرح على وسائل التواصل الاجتماعي، مما يدفعهم إلى استخدام ميزات مثل التحدث الصوتي في تطبيقات مثل «شات جي بي تي» للبحث عن الدعم العاطفي، وهو ما قد يعرّضهم لمخاطر نفسية نتيجة غياب التقييم المهني المتخصص.

موضحةً أن العلاج النفسي يتطلب خبرة سريرية وعمقاً في فهم السلوكيات والأنماط النفسية التي لا يمكن للذكاء الاصطناعي الوصول إليها، وأشارت إلى عدة أسباب تجعل اللجوء إلى معالج نفسي ضرورياً، من أبرزها أهمية العلاقة الإنسانية التي تنشأ بين المريض والمعالج، حيث يُعد هذا التفاعل الشخصي عنصراً أساسياً في عملية الشفاء النفسي.
نتائج عكسية
وشددت على أن الأخصائيين النفسيين يعتمدون على أساليب علاجية معتمدة مثل العلاج السلوكي المعرفي والجدلي وغيرها من المناهج التي تساعد على فهم أعمق للأفكار والمشاعر والسلوكيات وتعديلها بطريقة آمنة وفعّالة.

لكنه لا يمكن أن يحل محل الأخصائي النفسي بالنسبة للأفراد في التقييم الشامل للحالات المعقدة، وأوضحت أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى الحس الإكلينيكي والقدرة على فهم الحالة النفسية ضمن سياقها الاجتماعي والنفسي المتكامل، مما يجعل دور الطبيب النفسي أساسياً ولا غنى عنه.
وفي ما يتعلق بالتشخيص الذاتي أشارت إلى أهمية التأكد من موثوقية الأنظمة المستخدمة ومدى اعتمادها من الجهات الصحية الرسمية لضمان سلامة البيانات ودقتها، مع ضرورة الالتزام بمعايير الخصوصية لحماية المعلومات الشخصية للمرضى.
كما شددت على ضرورة توخي الحذر عند الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الحالات النفسية المعقدة، حيث قد تؤدي الأخطاء إلى مضاعفات خطيرة.
الخيار الأفضل
مشيرةً إلى أن الجلسات تتضمن مناقشة التجارب السابقة، فهم أنماط التفكير، وتعلم استراتيجيات جديدة للتعامل مع التحديات النفسية.

وذكرت المدربة ميرة محمد، المتخصصة في جلسات التفريغ العاطفي وتنظيف الصدمات، أن بعض الأفراد يلجأون إلى تطبيق «شات جي بي تي» للتعبير عن مشاعرهم والتفريغ العاطفي.
مشيرةً إلى أن هذه الأدوات قد تكون مفيدة في بعض الحالات، لكنها لا تستطيع تقديم الدعم الكافي للأشخاص الذين يعانون صدمات نفسية أو تجارب مؤلمة معقدة.
مؤكدةً أن هذه الحالات تتطلب تدخلاً إكلينيكياً متخصصاً يقوم على فهم شامل للحالة وتطوير خطة علاجية مخصصة، وحذرت من أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في هذه الحالات قد يكون مضيعة للوقت ووهماً مؤقتاً للأشخاص الذين هم بالفعل في حاجة ماسة إلى دعم حقيقي.