حمدان بن محمد.. رؤية قيادية تعزز جاهزية القوات المسلحة لتحديات المستقبل

يعد سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، نموذجاً للقيادة الطموحة التي تجمع بين الحيوية والبُعد الاستراتيجي، واستشراف المستقبل في إدارة كافة الملفات والمهام التي تسند إليه، وشكّل قرار تعيين سموه وزيراً للدفاع.

إضافة ونقلة كبيرة في تطوير القدرات الدفاعية النوعية للقوات المسلحة والقطاع العسكري بشكل عام، ومحطة مهمة في مسيرة تحديث وتطوير منظومة الدفاع الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة، ترجمة للرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة، القائمة على تمكين الكفاءات الوطنية الشابة، وإسنادها مهام قيادية، لتعزيز قدرات الدولة في مواجهة التحديات، من خلال امتلاك قوة وطنية قادرة على التصدي لكافة أشكال هذه التحديات.

يمتلك سموه خبرة عملية طويلة في العمل الحكومي والقيادي، بصفته ولي عهد دبي، ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، إلى جانب اهتمامه الدائم بقطاعات الابتكار والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، وأسهم هذا المزيج بين الخبرة القيادية والرؤية المستقبلية، في تشكيل نهج سموه في وزارة الدفاع، انطلاقاً من البعد الوطني والأمني، ورؤية سموه للدفاع، النابعة من قناعة راسخة بأن قوة الدفاع هي الضامن الحقيقي لاستقرار الدولة واستدامة تنميتها.

وترجم سموه ذلك في تعزيز دور وزارة الدفاع، حصناً وطنياً منيعاً، يحمي المكتسبات، ويصون السيادة الوطنية. وتجلت هذه الرؤية القيادية في العمل الدؤوب منذ تسلمه منصب وزير الدفاع، على تعزيز جاهزية القوات المسلحة لتحديات المستقبل، وتعزيز الدفاع، وتطوير الصناعة المحلية، والارتقاء بالتعليم العسكري، والاستثمار في العنصر البشري، وتدريب المنتسبين على أحدث التقنيات.

قرار

وقبل عام من الآن، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بعد التشاور مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وبعد مباركته واعتماده، عن تعيين سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم وليِ عهد دبي، نائباً لرئيس مجلس الوزراء، ووزيراً للدفاع، إذ يعد سموه من أبرز رموز الجيل الجديد للقيادة في دولة الإمارات، حيث يمتاز بحضور شبابي ديناميكي في المحافل المحلية والإقليمية والعالمية.

أول زيارة

وفي أول زيارة لسموه إلى وزارة الدفاع، في 23 يوليو عام 2024، بعد تعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء، وزيراً للدفاع، حرص سموه خلال الزيارة ولقائه قيادات الوزارة والقوات المسلحة وكبار الضباط، على التأكيد أن القوات المسلحة في دولة الإمارات نموذج عالمي، في قوة التنظيم والكفاءة، والتعبير عن تشرفه بأن يكون جزءاً من هذه المؤسسة، التي أرسى دعائمها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الل.

معبراً عن فخره بأن يكون جزءاً من فريق وزارة الدفاع والقوات المسلحة، وبأن يكون جزءاً من حماية الاتحاد، باعتبار أن حماية الاتحاد وكيانه وترابه مهمة مقدسة، وأن المؤسسة العسكرية سر الاستقرار والازدهار، وحماية لمكتسبات الإمارات.

إذ يقول سموه: «إن المؤسسة العسكرية، التي ساهم في بنائها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، ويسانده أخوه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، هي فخر للوطن... وحصن لاتحادنا ووحدتنا، وردع للعدو... وسر للاستقرار والازدهار، وحماية لمكتسبات دولة الإمارات».

كما حرص سموه على الاطلاع على سير العمل في الوزارة، وأهم مشاريعها، ومواكبتها للتحديات والمتغيرات المختلفة، ومعرفة أهم مهام غرفة عمليات قيادة العمليات المشتركة، وعمليات التطوير فيها، بما يتماشى مع الإنجازات الوطنية التي تتحقق على أرض دولة الإمارات، ضمن مسيرة التنمية الشاملة.

مدينة زايد العسكرية

وزار سموه في 9 يناير 2025، مدينة زايد العسكرية في أبوظبي، حيث تفقّد سموّه جانباً من تجهيزات القوات البرية والتقنيات الدفاعية من أسلحة ومعدات وآليات، واستمع إلى شرح حول خواصها الفنية.

وأساليب التدريب المتقدم التي يتم توفيرها للضباط والأفراد والأطقم العسكرية، للتعامل بكفاءة وتميز مع أحدث التقنيات الدفاعية المختلفة، لضمان تحقيق أعلى معدلات الجاهزية للقيام بكل المهام التي يتم تكليفهم بها في أي وقت، سواء داخل الدولة أو خارجها. وعكست هذه الزيارة الرؤية الاستراتيجية للقيادة الإماراتية في جعل القوات المسلحة، ليس فقط أداة للدفاع، بل ركيزة للتنمية والاستقرار الوطني.

وأبرز سموه ذلك عبر التأكيد على أهمية التكامل بين التكنولوجيا الحديثة، والتأهيل البشري المستمر، لمواجهة مختلف التحديات بكفاءة، والدعم المستمر من القيادة العليا لتعزيز جاهزية القوات المسلحة، ويجعلها نموذجاً يُحتذى به، وتقديراً من القيادة الرشيدة لجهود الأفراد وتضحياتهم، ما يُعزز روح الانتماء والولاء لديهم، ويترجم أن الإمارات تنظر إلى منظومتها الدفاعية، باعتبارها عنصراً أساسياً في تحقيق رؤيتها نحو مستقبل أكثر أمناً واستقراراً وازدهاراً.

مجلس الدفاع

وفي 28 يناير الماضي، ترأس سموه اجتماع مجلس الدفاع الأول لعام 2025، مثمّناً دعم القيادة، وداعياً إلى تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والعسكرية، ومضاعفة الجهود والعمل بروح الفريق الواحد، ومشدداً على أهمية رفع كفاءة المؤسسة الدفاعية، وتطوير الأداء المؤسسي، بما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية القادمة.

وحرص سموه على التأكيد على أهمية مواصلة العمل للارتقاء بقدرات المنظومة الدفاعية للدولة، بما يواكب المتغيرات والتحديات الإقليمية والعالمية، وامتلاك جميع وحدات القوات المسلحة، أحدث التجهيزات والتقنيات، لضمان جاهزيتها واستعدادها الدائم للقيام بواجباتها نحو الوطن على الوجه الأمثل.

وإيماناً من سموّه بضرورة الاستثمار في تطوير الكفاءات الوطنية في المجالات الدفاعية والعسكرية، حرص سموه على تأكيد الارتقاء بإمكانات كافة عناصر القوات المسلحة، لتحقيق أعلى مستويات جهوزيتهم، وإلمامهم بأحدث التقنيات والتجهيزات الدفاعية، باعتبار أن العنصر البشري يشكّل الأساس في بناء قوة دفاعية متكاملة، تواكب متطلبات العصر، مدعومة بالتركيز على استراتيجيات الابتكار والتكنولوجيا الحديثة.

نهج شمولي

وترأس سموه في 20 مايو 2025، اجتماعاً جديداً لمجلس الدفاع، وعكس هذا الاجتماع، مدى تركيز القيادة الإماراتية على تبنّي نهج شمولي لتطوير المنظومة الدفاعية، يشمل:

تعزيز الإمكانات العسكرية، والاستثمار في العنصر البشري الوطني، عنصراً محورياً في نجاح أي استراتيجية دفاعية. كما عكس التأكيد على الابتكار والتكنولوجيا، كرؤية استشرافية، تهدف إلى بناء دفاع مرن ومتكامل، قادر على مواكبة التطورات العالمية، واستيعاب التحديات المتسارعة في البيئة الأمنية الإقليمية والدولية.

دعم لا محدود

وفي إشارة من سموه خلال الاجتماع إلى الدعم اللا محدود الذي يقدمه صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، يتضح مدى تكامل الأدوار بين مختلف مستويات القيادة، لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات.

كما يُظهر حرص سموه على تكريم وتقدير جهود العاملين في الوزارة، إدراكاً لأهمية تعزيز روح الولاء والانتماء، ما يسهم بدوره في رفع كفاءة الأداء، وتحقيق التميز المؤسسي.

ويعد هذا الاجتماع، استمراراً لنهج القيادة الإماراتية في تطوير القدرات الدفاعية، وفق رؤية حديثة، تستند إلى أفضل الممارسات العالمية، وتؤكد أن الأمن والدفاع عنصران أساسيان لدعم استقرار الدولة، واستدامة مسيرتها التنموية.

كما زار سموه كلية الدفاع الوطني في أبوظبي، واستمع سموّه خلال الزيارة إلى إيجازٍ عن الكلية، وبرنامج دورتها الأكاديمي، الذي تقدمه للدارسين من مختلف الجهات العسكرية والمدنية، كما استمع سموّه إلى شرحٍ حول منهاج دورة الدفاع الوطني، الذي يهدف إلى إعداد وتأهيل القيادات العسكرية والمدنية الوطنية.

وفي 17 فبراير الماضي، افتتح سموه معرض الدفاع الدولي «آيدكس 2025» في أبوظبي، والذي يعكس استمرار دولة الإمارات في ترسيخ مكانتها مركزاً إقليمياً وعالمياً لصناعات الدفاع والأمن، ويؤكد رؤية القيادة في الجمع بين التنمية الاقتصادية، وتعزيز القدرات الدفاعية.

وحرص سموه على زيارة أجنحة الدول المشاركة في الحدث العالمي، وأبرزت تصريحات سموه خلال المعرض، فلسفة الدولة القائمة على أن التنمية المستدامة لا تنفصل عن الأمن القومي، وأن الاستثمار في القوة الوطنية الدفاعية، هو استثمار مباشر في استقرار الوطن وحماية منجزاته.

كذلك أن المشاركة الواسعة للجهات الدولية في المعرض، تشير إلى ثقة العالم في بيئة الإمارات الاقتصادية والتقنية، ودورها في نقل وتوطين التكنولوجيا المتقدمة، بما يخدم أهدافها الاستراتيجية طويلة الأمد، وأن تطوير الصناعة المحلية للدفاع، هو أولوية استراتيجية، وأن ترسيخ قوة الردع الوطنية، هدف أساسي، لضمان الاستقرار والتنمية المستمرة.

قاعدة الظفرة

وزار سموه في 11 مايو 2025، قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي، وذلك في إطار حرص سموّه على تفقد مختلف وحدات القوات المسلحة، والوقوف على مدى جاهزيتها، والاطلاع على الجهود الرامية إلى تعزيز مستويات كفاءة مختلف القطاعات الدفاعية. وأكد سموه خلال الزيارة، أن القوات المسلحة بكافة وحداتها، تقدم دائماً النموذج المشرف للانضباط والكفاءة الميدانية، بأداء يتسم بأعلى مستويات الاحترافية.

وعكس تصريح سموه التزام القيادة الإماراتية بدعم قواتها المسلحة ورفع جاهزيتها، تأكيداً لدورها ركيزة رئيسة في حفظ أمن الوطن واستقراره.

كما تُبرز الزيارة الاهتمام المستمر بتعزيز القدرات الدفاعية، من خلال الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة، وتوطين الخبرات، ما ينسجم مع رؤية الدولة في بناء مؤسسة عسكرية متقدمة، تجمع بين الكفاءة البشرية والتقنية.

تعاون إقليمي

وترأس سموه في 26 نوفمبر 2024، وفد الإمارات في الاجتماع الـ 21 لمجلس الدفاع المشترك لدول الخليج، والذي انعقد في الدوحة، وركز الاجتماع على تعزيز التنسيق الأمني العسكري بين دول الخليج، وسبل إيجاد المقومات اللازمة لتعزيز التعاون الدفاعي بين القوات المسلحة على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في ضوء الروابط التاريخية والأخوية الوثيقة بين دول المجلس.

بصمة جليّة

سجل سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، في عامه الأول وزيراً للدفاع، بصمة جلية، عبر تعزيز القدرات العسكرية والصناعات الدفاعية، وتفعيل الشراكات بين القيادة والتعليم والدبلوماسية العسكرية، بدعم القيادة الرشيدة.

وركز سموه على تحديث العتاد، وتحفيز الصناعات الوطنية، ورفع جاهزية الكوادر البشرية، إلى جانب دعم تعليم الضباط، والتعاون الدولي، وتمكين القدرات الوطنية لتطوير المؤسسة العسكرية، وفق أفضل المعايير العالمية، انسجاماً مع توجهات القيادة الرشيدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، التي تعكس رؤية الإمارات لامتلاك جيش متطور، قادر على الردع، والمساهمة في السلام الإقليمي والعالمي.

سموه يتمتع بخبرات عملية طويلة في العمل الحكومي والقيادي

يمتاز بحضور شبابي ديناميكي في المحافل المحلية والإقليمية والعالمية

المؤسسة العسكرية سر الاستقرار والازدهار وحماية لمكتسبات الإمارات