عتيقة الظاهري.. ريادة في الأمن البحري

عتيقة الظاهري
عتيقة الظاهري

من خدمة المتعاملين إلى الزوارق البحرية، سطّرت الرائد عتيقة الظاهري اسمها بحروف من ذهب في تاريخ الأمن البحري، لتصبح أيقونة للتمكين النسائي والريادة في مجالات كانت حكراً على الرجال.

بدأت مسيرتها المهنية في عام 1993، لتتنقل بين إدارات ومراكز شرطة دبي المختلفة، قبل أن يستقر شغفها في مركز شرطة الموانئ.

هناك، لم تكتفِ بالتميز في خدمة المتعاملين تحت شعار «أنا موظف خدمة عامة»، بل حصدت أولى جوائزها المرموقة، جائزة حمدان بن محمد للحكومة الذكية عن فئة أفضل موظف خدمة، لتعلن عن ميلاد نجمة في سماء العمل الشرطي.

ولم تتوقف طموحات الرائد عتيقة عند هذا الحد، فكانت أول امرأة تلتحق بدورة قيادة الزوارق البحرية (الدفعة الثانية)، لتقتحم بذلك عالم الإنقاذ البحري كأول عنصر نسائي ينضم إلى هذا القسم الحيوي.

وبإصرار وعزيمة، واصلت تحقيق الإنجازات لتصبح أول امرأة تُكلّف بمنصب ضابط مناوب قوة، وأول من يحصل على دبلوم مهني في الأمن البحري ضمن الدفعة الأولى، مؤكدة بذلك ريادتها في مجالات تخصصية دقيقة.

الثقة القيادية التي حظيت بها الرائد عتيقة كانت في محلها، حيث تم تكليفها بمهمة القيادة والسيطرة في سباق القفال، لتسجل اسمها كأول عنصر نسائي يُسند لها هذا الدور المحوري في أهم وأطول السباقات البحرية.

خبرتها الواسعة وقدرتها الفائقة على إدارة الفرق في أصعب الظروف الميدانية كانت الدافع وراء هذا التكليف التاريخي.

واليوم، تترأس الرائد عتيقة الظاهري فريق الأمن والإنقاذ البحري النسائي، وهو فريق يضطلع بمهام جسيمة تتراوح بين تأمين المناطق البحرية ومباشرة حالات البحث والإنقاذ والطوارئ، وصولاً إلى التعامل بكفاءة مع الحوادث البحرية.

ولا يقتصر دور الفريق على ذلك، بل يمتد ليشمل تنفيذ الرؤية المستقبلية للمركز وتمكين المرأة في مجالات حيوية مثل قيادة الزوارق والغوص والبحث والإنقاذ. كما يسهم الفريق بفاعلية في تعزيز الوجود الأمني البحري وتقديم الدعم اللوجستي خلال الفعاليات والأنشطة والمناسبات البحرية المختلفة.

يضم فريق الرائد عتيقة نخبة من العناصر النسائية المؤهلات والمدربات على أعلى المستويات، مما يعكس التزام القيادة بتمكين الكفاءات النسائية ومنحهن الفرصة للمساهمة بفاعلية في حفظ أمن المجتمع وسلامته.

وقد كان للرائد عتيقة حضور لافت في القمة الشرطية العالمية 2025، حيث قادت مهمة خاصة لتعريف الجمهور بزورق «هداد الذكي»، الذي يمثل أحدث الابتكارات في مجال الأمن البحري. هذا الزورق المتطور يُعد نقلة نوعية في استخدام التكنولوجيا لحماية السواحل ومراقبة التحركات البحرية بكفاءة غير مسبوقة.