برامج ومبادرات عززت مشاركة المواطنين في القطاع الخاص

شكّل برنامج «نافس» منذ انطلاقه في سبتمبر 2021 نقطة تحول محورية في ملف التوطين بدولة الإمارات، حيث تمكن، خلال فترة زمنية وجيزة عبر برامجه المتنوعة، من إعادة رسم خارطة مشاركة المواطنين في القطاع الخاص.

وفتح آفاقاً واسعة أمامهم للعمل في مجالات مهنية غير تقليدية لم تكن ضمن خياراتهم في السابق، ما مثّل نقلة نوعية في توجيه الكوادر الوطنية نحو القطاع الخاص بوصفه مساراً وظيفياً مستقراً وواعداً.

سياسة التوطين

وانعكس هذا التحول بشكل مباشر وملموس في ارتفاع أعداد المواطنين العاملين في القطاع الخاص، حيث بلغ عددهم، وفقاً لأحدث الإحصاءات المعلنة من قبل مرصد العمل التابع لوزارة الموارد البشرية والتوطين، 152 ألفاً و271 مواطناً ومواطنة، من بينهم 133622 التحقوا بالعمل بعد إطلاق البرنامج، ما يؤكد فاعلية سياسة التوطين وبرنامج «نافس» في استقطاب الكفاءات الوطنية وتوجيهها نحو بيئات العمل التنافسية.

ويعد النجاح في رفع أعداد المواطنين العاملين في القطاع الخاص ثمرة استراتيجية مدروسة، ارتكزت على تعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص، والارتقاء بها إلى مستويات غير مسبوقة.

وقد لعب «نافس»، بالشراكة مع وزارة الموارد البشرية والتوطين، دوراً محورياً في هذا الإنجاز من خلال حزمة من الامتيازات التي قدمها للمنشآت الملتزمة بنسب التوطين، الأمر الذي شجع أكثر من 29 ألفاً و92 منشأة، والتي تشكل قرابة 95% من الشركات المستهدفة، بتوفير فرص عمل حقيقية للمواطنين.

ويأتي هذا النجاح تتويجاً لمبادرات وبرامج «نافس»، التي انطلقت منذ الأيام الأولى بالشراكة مع وزارة الموارد البشرية والتوطين، والتي استجابت لحاجات سوق العمل في القطاع الخاص، وراعت تنوع مجالاته.

وشملت الكفاءات الوطنية بمختلف مستوياتها، وركزت على بناء المهارات، وتوفير الحوافز، وتعزيز جاذبية القطاع الخاص للمواطنين، إلى جانب تغيير المفاهيم المجتمعية التقليدية حول الوظائف في هذا القطاع الحيوي.

يضم «نافس» مجموعة واسعة من البرامج المتنوعة، تشمل برامج الدعم المالي وبرامج التدريب والتأهيل المهني، التي تم تصميمها لتلبية مختلف احتياجات المواطنين في جميع المراحل المهنية، فعلى صعيد الدعم المالي يقدم «نافس» حزمة متكاملة تشمل برنامج دعم رواتب المواطنين، الذي يخفف العبء عن الشركات، ويشجعها على توظيف المواطنين.

وبرنامج «اشتراك» الذي يغطي اشتراكات المواطنين في صناديق التقاعد، إلى جانب برنامج «علاوات أبناء العاملين في القطاع الخاص»، الذي يقدم دعماً إضافياً لأصحاب الأسر، وبرنامج الدعم المؤقت، الذي يمنح الباحثين عن عمل أو الذين انتقلوا حديثاً من وظائف مؤقتة إلى أخرى، فرصة الاستفادة من دعم مالي ريثما يستقر وضعهم المهني.

تطوير المهارات

وفي إطار بناء القدرات ورفع كفاءة الكوادر الوطنية أطلق «نافس» عدداً من البرامج التدريبية التخصصية، من أبرزها برنامج «كفاءات»، الذي يركز على تطوير المهارات الفنية والإدارية للمواطنين.

وبرنامج «خبرة»، الذي يوفر فرصاً لاكتساب الخبرة العملية في بيئة عمل حقيقية، بالإضافة إلى برنامج «الإرشاد المهني»، الذي يساعد الباحثين عن عمل على تحديد المسار المهني الأنسب لهم وتوجيههم نحو الفرص المناسبة حسب مهاراتهم وتطلعاتهم.

ويعد برنامج «تطوير كوادر القطاع الصحي» في مقدمة المبادرات النوعية التي شهدها «نافس»، حيث استقطب اهتماماً واسعاً من المواطنين، لا سيما بعد اعتماد صيغة «عقد عمل مواطن دارس»، الذي أطلقته وزارة الموارد البشرية والتوطين.

ويتيح للطالب الجمع بين الدراسة والتدريب العملي داخل المنشآت الصحية الخاصة، مع حصوله على دعم مالي وراتب شهري لا يقل عن 4000 درهم، إلى جانب مزايا التقاعد والتأمين، ما يعزز من فرص توظيفه مستقبلاً واستقراره المهني بعد التخرج، وحدد البرنامج عند إطلاقه استهداف 10 آلاف مواطن خلال 5 سنوات.

تمكين المواهب

وفي القطاع الثقافي أطلق «نافس» بالتعاون مع وزارة الثقافة برنامج «مبدعين»، الذي يستهدف تأهيل وتوظيف الكفاءات الوطنية في قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية.

حيث يتم سنوياً توفير ما لا يقل عن 500 فرصة تدريب وتوظيف للمواطنين في هذا القطاع الواعد، ما يسهم في دعم الاقتصاد الإبداعي، وتمكين المواهب الإماراتية من المساهمة في تعزيز الهوية الثقافية للدولة.

وعلى صعيد القيادات تم إطلاق «برنامج قيادات نافس» بالشراكة مع برنامج قيادات حكومة الإمارات، الذي يهدف إلى تطوير المهارات القيادية لدى المواطنين العاملين في القطاع الخاص، وتأهيلهم لتولي أدوار قيادية واستراتيجية تسهم في رفع مستويات الكفاءة والأداء داخل المؤسسات.

ولتعزيز التنافسية العالمية للكفاءات الوطنية أطلق «نافس» برنامج «نافس الدولي»، الذي يوفر فرص تدريب مهني للمواطنين خارج الدولة، بالتعاون مع شركات عالمية ومنظمات دولية مرموقة، ويوفر البرنامج تدريباً يمتد من 3 إلى 6 أشهر، يتيح للمشاركين التعرف على ثقافات وأساليب عمل مختلفة، واكتساب خبرات عالمية تعزز من فرصهم في سوق العمل المحلي والعالمي على حد سواء.

وامتد نطاق برامج «نافس» ليشمل أيضاً القطاعات الحيوية مثل التعليم والصناعة والإعلام، حيث أطلق برنامج «معلمين» بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم والموارد البشرية والتوطين، بهدف إعداد وتأهيل الكوادر الوطنية للعمل في المدارس الخاصة.

وذلك من خلال برامج تدريبية وتخصصية وترخيص مهني معتمد، يستهدف توظيف أكثر من 4000 مواطن بحلول عام 2027،وفي القطاع الصناعي، جاء برنامج «مصنعين» بالتعاون مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، لتأهيل الكفاءات الوطنية لشغل وظائف فنية ومتخصصة في القطاع الصناعي، عبر برامج تدريبية متقدمة تستهدف مواءمة المهارات الوطنية مع احتياجات المصانع وشركات التكنولوجيا.

كما أطلق نافس «برنامج إعلاميين» بالتعاون مع مجلس الإمارات للإعلام، والذي يهدف إلى تطوير مهارات الكوادر الوطنية في مجالات الإعلام الرقمي والتقليدي، وإعداد جيل جديد من الإعلاميين الإماراتيين القادرين على مواكبة التطورات المتسارعة في المشهد الإعلامي.

والمساهمة بفاعلية في نقل رسالة الدولة على المستويين المحلي والدولي. وإدراكاً لأهمية التدريب المبكر وربط التعليم بسوق العمل، أطلق «نافس» برنامج التدريب المهني الذي يستهدف دعم الطلاب الإماراتيين في مراحلهم الدراسية المختلفة، من خلال توفير فرص تدريب عملي ضمن منشآت القطاع الخاص، تمكنهم من اكتساب الخبرة العملية والتأقلم مع بيئة العمل قبل التخرج.

قناة موحدة

ولتسهيل الوصول إلى هذه البرامج والخدمات أُطلقت «منصة نافس» الإلكترونية، التي تمثل قناة موحدة تجمع بين الباحثين عن عمل وأصحاب الشركات، وتوفر كل المعلومات والإجراءات التي يحتاجها المواطن للتسجيل، وبناء الملف المهني، واستكشاف الفرص المتاحة، والالتحاق بالبرامج التدريبية، إلى جانب الاطلاع على المزايا المالية والمهنية التي يوفرها البرنامج.

133.6

ألف مواطن ومواطنة انضموا للقطاع الخاص منذ إطلاق برنامج «نافس»

حزم دعم متكاملة أسهمت في حضور المواطنين بوظائف تخصصية