الإمارات وأمريكا.. شراكة استراتيجية وآفاق واعدة في قطاع الطاقة

«مصدر» تعزز حضورها في الولايات المتحدة بمحطة طاقة هجينة في كاليفورنيا
«مصدر» تعزز حضورها في الولايات المتحدة بمحطة طاقة هجينة في كاليفورنيا

شهدت العلاقات الإماراتية الأمريكية في قطاع الطاقة قفزة كبيرة خلال السنوات الأخيرة، حيث انطلقت الاستثمارات المشتركة في مجالات الطاقة النظيفة والمتجددة لترسخ الشراكة الاستراتيجية، وتبشر بمستقبل مشرق ونموذج حقيقي للتعاون بين البلدين.

فقد وقّعت الإمارات والولايات المتحدة في نوفمبر 2022 شراكة استراتيجية لاستثمار 100 مليار دولار في تنفيذ مشروعات للطاقة النظيفة تبلغ طاقتها الإنتاجية 100 جيجاواط في كل من الإمارات والولايات المتحدة، وكذلك في العديد من دول العالم بحلول عام 2035.

وتهدف الشراكة إلى تعزيز أمن الطاقة ونشر تطبيقات التكنولوجيا النظيفة ودعم العمل المناخي. كما تهدف الشراكة إلى زيادة الاستثمار في المبادرات العملية والتقنيات من خلال التركيز على الابتكار في مجال الطاقة النظيفة والتمويل ونشر الحلول والتقنيات، وإدارة انبعاثات الكربون والميثان، وتقنيات الطاقة النووية المتقدمة مثل المفاعلات النمطية الصغيرة، بالإضافة إلى خفض انبعاثات القطاعات الصناعية وقطاع النقل.

وتشمل الشراكة الاستراتيجية تطوير مشروعات الطاقة النظيفة في الإمارات والولايات المتحدة والدول الأخرى وتمويلها ونشرها، لدعم التحول في قطاع الطاقة. كما تتضمن الشراكة تسريع وتيرة الاستثمار في حلول خفض الانبعاثات في مجال الوقود التقليدي.

والارتقاء بمنظومة الأمن والسلامة في مجال الطاقة النووية، بما يشمل أمن سلاسل الإمداد المرتبطة بها وتشجيع الاستفادة من الطاقة النووية بكونها مصدراً مستداماً للطاقة النظيفة، وتشجيع الاستثمار والتعاون لتحقيق نتائج ملموسة في خفض الانبعاثات الكربونية في جميع القطاعات الصناعية بحلول 2030، بالإضافة إلى توسيع نطاق استخدام الوقود النظيف في قطاعات النقل لمسافات طويلة.

وبرزت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» في قيادة الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة، حيث انطلقت استثمارات «مصدر» بالولايات المتحدة في يناير 2019 من خلال الاستثمار في محطتي طاقة رياح «روكسبرنغز» و«ستيرلينغ» في تكساس ونيو مكسيكو.

وفي عام 2020، دخلت «مصدر» في شراكة مع «إي دي إف رينيوبلز أمريكا الشمالية» في محفظة تضم 7 مشاريع قيد التشغيل بقدرة إجمالية تبلغ 1.3 جيجاواط.

وأعلنت «مصدر» في أكتوبر 2024 عن الاستحواذ على حصة 50 % في شركة «تيرا-جن باور هولدينجز»، إحدى أكبر شركات إنتاج الطاقة المتجددة المستقلة في الولايات المتحدة لتضيف 3.7 جيجاواط إلى إجمالي القدرة التشغيلية.

و6 جيجاواط من المشاريع قيد الإنشاء والتخطيط، وتعتبر الصفقة واحدة من أكبر الصفقات التي أبرمتها «مصدر»، حيث أسهمت في تعزيز مكانتها في سوق الولايات المتحدة الأمريكية.

وكانت محفظة «مصدر» قبل استحواذها على شركة «تيرا-جن» يبلغ إجمالي قدرتها الإنتاجية 1.3 جيجاواط في الولايات المتحدة وتضم 4 مشاريع لطاقة الرياح على مستوى المرافق في تكساس ونيو مكسيكو، و5 مشاريع للطاقة الشمسية في كاليفورنيا، منها مشروعان مزودان بنظم بطاريات لتخزين الطاقة وهما «بيج بيو» و«ديزرت هارفست».

وأسهم الاستحواذ على «تيرا-جن» في إضافة مشاريع قيد التشغيل في مجالات طاقة الرياح والطاقة الشمسية ونظم تخزين الطاقة بقدرة إجمالية تبلغ 3.7 جيجاواط، إلى جانب مرافق لتخزين الطاقة بقدرة 5.1 جيجاواط/ساعة موزعة على 30 موقعاً، تتركز معظمها في كاليفورنيا وتكساس.

وتعمل «تيرا-جن» حالياً على تطوير مشاريع لطاقة الرياح والطاقة الشمسية، وتخزين الطاقة بقدرة إجمالية تتجاوز 12 جيجاواط في ولايات كاليفورنيا وتكساس ونيويورك.

وتتجاوز القدرة الإجمالية لمحفظة مشاريع «مصدر» قيد التشغيل في الولايات المتحدة 5.0 جيجاواط، ولدى الشركة عدد من المشاريع الجديدة قيد الإنشاء. وتستهدف «مصدر» رفع القدرة الإنتاجية الإجمالية لمحفظة مشاريعها في الولايات المتحدة إلى 25 جيجاواط خلال 10 أعوام.

وتلتزم «مصدر» بشكل راسخ بالاستثمار ودعم إحداث نقلة نوعية في نظم الطاقة الأمريكية، وتوفر السوق الأمريكية فرصة حقيقية للنمو والتوسع ودعم «مصدر» لبلوغ هدفها المتمثل في رفع القدرة الإجمالية لمحفظة مشاريعها العالمية في مجال الطاقة المتجددة إلى 100 جيجاواط بحلول عام 2030.

مشاريع الطاقة

وأعلنت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» في فبراير الماضي، عن نقل استثماراتها إلى ذراعها الاستثماري الدولي «إكس آر جي»، بهدف التركيز على مشاريع الطاقة منخفضة الكربون والكيماويات.

وشملت الاستثمارات حصة بنسبة 35% في مشروع «إكسون موبيل» لإنتاج الهيدروجين في ولاية تكساس الأمريكية، بالإضافة إلى حصة بنسبة 11.7% في منشأة تصدير الغاز الطبيعي المسال التابعة لشركة «نيكس ديكاد» تكساس.

وتعتزم «أدنوك» تعزيز وجودها في سوق الطاقة الأمريكي عن طريق «إكس آر جي»، وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة، ودعم نمو وتطور حلول وأدوات الذكاء الاصطناعي، وسط توقعات بتركيز الاستثمارات في السوق الأمريكي على مشاريع استراتيجية في مجالات الهيدروجين والغاز الطبيعي المسال.

وتقدر قيمة أصول «إكس آر جي» بحوالي 80 مليار دولار، مع خطط لمضاعفة هذه القيمة خلال السنوات العشر القادمة.

100مليار دولار للاستثمار بتنفيذ مشروعات في مجال الطاقة النظيفة ضمن شراكة بين البلدين

50 % من قيمة شركة «تيرا-جن باور هولدينجز» الأمريكية استحوذت عليها «مصدر»