80.5 ألف طن إجمالي مساعدات «الفارس الشهم 3» لغزة بـ 1.5 مليار دولار

 مساعدات إماراتية متواصلة لقطاع غزة
مساعدات إماراتية متواصلة لقطاع غزة
حمود العفاري: 44 % مساهمة الإمارات ضمن الإمدادات لأهالي غزة
حمود العفاري: 44 % مساهمة الإمارات ضمن الإمدادات لأهالي غزة

رسخت عملية «الفارس الشهم 3» التي انطلقت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لتلبية نداءات الاستغاثة لأهالي غزة، الرسالة الإنسانية للإمارات، من خلال أفعال ملموسة على الأرض، ابتداءً من العلاج والتطعيم، إلى توفير الغذاء والدفء، وحتى دعم العائلات المنكوبة بمواجهة البرد.

وقدمت عملية «الفارس الشهم 3» منذ انطلاقتها وإتمامها 650 يوماً من العمل المتواصل على مدار الساعة، إجمالي مساعدات بلغت أكثر من 80.5 ألف طن، بقيمة بلغت أكثر من 1.5 مليار دولار، ليصل إجمالي المساعدات الإنسانية المقدمة لغزة من دولة الإمارات 44 % من إجمالي المساعدات التي دخلت لأهالي القطاع.

ويعمل مركز عمليات الفارس الشهم 3 من خلال المنطقة اللوجستية التي تضم المستودعات الطبية والغذائية في منطقة العريش المصرية، إلى جانب المستشفى العائم الذي يضم 100 سرير واستقبال أكثر من 18484 حالة تم علاجها منذ بدء العملية، بالإضافة لتنفيذ محطة التحلية لإنتاج مليوني جالون من المياه المحلاة يومياً ويستفيد منها أكثر من 600 ألف نسمة من أهالي غزة.

شريان الحياة

وأكد حمود سعيد العفاري، منسق عمليات الإغاثة لعملية «الفارس الشهم 3» لـ «البيان»، نجاح فرق العملية في تنفيذ مشروع «شريان الحياة» الذي يستهدف تخفيف المعاناة اليومية لآلاف العائلات، واصفاً إياه بأنه نموذج للتعاون الإقليمي والدولي في مواجهة الأزمات الإنسانية، وتقديم الدعم المؤسسي لتطوير البنية التحتية من خلال إصلاح خطوط المياه وتخصيص 36 صهريجاً لنقل المياه المحلاة إلى الأهالي، وحفر 115 بئراً لسحب المياه، وقام فريق العمل بجولة تفقدية ميدانية لموقع تنفيذ مشروع «شريان الحياة».

وأضاف: يعد هذا المشروع من أبرز المشاريع الحيوية التي تأتي استجابة للاحتياجات المتزايدة للنازحين والسكان المحليين في القطاع، في ظل التدهور الإنساني الخطير الناجم عن الحرب المستمرة، وينفذ المشروع بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل في غزة، وبالتنسيق مع الجهات المختصة في الجانب المصري، ويمتد خط المياه الجديد لمسافة 7.5 كيلومترات، بدءاً من محطات التحلية الإماراتية في الجانب المصري من رفح، وصولاً إلى منطقة المواصي جنوب القطاع إحدى أكثر المناطق اكتظاظاً بالنازحين.

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يستفيد من هذا المشروع نحو 600 ألف مواطن، ويستهدف توفير إمدادات مياه نظيفة وآمنة، تخفف من الأعباء الإنسانية والصحية التي تواجه السكان، خصوصاً في ظل محدودية الموارد، والانقطاع المتكرر للمياه، وارتفاع درجات الحرارة.

وأضاف العفاري: «تندرج هذه الجهود ضمن خطة شاملة أطلقتها الإمارات تحت مظلة عملية «الفارس الشهم 3»، التي تشمل حزمة واسعة من المشاريع الإغاثية، الطبية، والإنشائية، لصالح أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأكدت الفرق الفنية المنفذة للمشروع أن وتيرة العمل تسير بشكل متسارع، وأن الأعمال التنفيذية تمضي وفق الجدول الزمني المحدد، تمهيداً لتشغيل الخط وضخ المياه إلى مناطق التوزيع في أقرب وقت ممكن».

وذكر المتحدث، أن «الفارس الشهم 3» كثفت جهودها الإنسانية لدعم وإغاثة أهالي قطاع غزة، عبر تنفيذ سلسلة واسعة من عمليات النقل الاستراتيجي لضمان إيصال المساعدات الغذائية والطبية في أسرع وقت ممكن وبأعلى كفاءة، حيث تم تنفيذ أكثر من 637 رحلة جوية لوجستية من دولة الإمارات إلى مستودعات العملية بمطار العريش المصري تم خلالها إرسال آلاف الطرود الغذائية والدوائية.

وأضاف: نفذت العملية 6283 عملية نقل بري بالشاحنات، شملت قوافل متواصلة من المساعدات، انطلقت من نقاط الإمداد إلى معابر الدخول، لتغطية احتياجات عشرات الآلاف من العائلات في القطاع، كما شمل الجهد اللوجستي تسيير 17 سفينة شحن محملة بالإمدادات، 8 سفن منها انطلقت من الموانئ الإماراتية، و3 سفن من ميناء العريش المصري، و6 سفن من موانئ قبرص، لتشكل جسراً بحرياً متواصلاً يربط مراكز التجهيز بموانئ التفريغ القريبة من غزة.

وأوضح منسق عمليات الإغاثة للفارس الشهم 3 أن عدد الرحلات الجوية ضمن «طيور الخير» بلغت 210 رحلات، حاملة على متن طائراتها مواد غذائية وإمدادات إنسانية عاجلة للأسر المتضررة في قطاع غزة، واستهدفت العملية مختلف محافظات القطاع التي يتعذر الوصول إليها براً، كما ارتفع إجمالي ما قدمته العملية إلى أكثر من 3988 طناً من المساعدات الإنسانية.

وأشار إلى أن المستشفى الميداني الإماراتي في قطاع غزة، الذي تم إنشاؤه ضمن جهود دولة الإمارات الإغاثية، يضم 200 سرير ويعمل بكامل طاقته لتقديم الرعاية الطبية العاجلة للمرضى والمصابين، حيث استقبل منذ افتتاحه أكثر من 52960 حالة، شملت إصابات حرجة وحالات مرضية متنوعة، ويوفر المستشفى خدمات طبية متكاملة تشمل غرف عمليات متطورة، ووحدات عناية مركزة، وأقسام طوارئ مجهزة بأحدث الأجهزة.

وأضاف: عززت الإمارات جهودها بإنشاء المستشفى الميداني العائم في مدينة العريش المصرية بطاقة استيعابية تصل إلى 100 سرير، مجهز بطواقم طبية متعددة التخصصات في مجالات الجراحة العامة، وجراحة العظام، وطب الأطفال، والنساء والتوليد، والعناية المركزة، واستقبل المستشفى العائم أكثر من 18484 حالة قادمة من معبر رفح، وقدم لها خدمات طبية عاجلة وعمليات دقيقة في بيئة علاجية متكاملة تراعي أعلى معايير السلامة.

وأكد العفاري، أن الإمارات، ضمن جهودها الإنسانية المتواصلة، وتقديم الدعم الطبي لقطاع غزة قامت بتسليم 26 سيارة إسعاف مجهزة بكل الأجهزة الطبية الحديثة، بهدف تعزيز قدرات الطواقم الطبية وتمكينها من التعامل مع الحالات الطارئة بكفاءة عالية، كما أنشأت الخيام الطبية الميدانية التي أسهمت في تنفيذ حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال، استفاد منها أكثر من 640 ألف طفل في مختلف مناطق القطاع، في خطوة وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض الخطيرة.

وفي إطار دعم البنية التحتية الصحية، قدمت الإمارات دعماً مباشراً لثمانية مستشفيات في غزة، شمل إمدادات طبية وأدوية ومعدات حيوية، بإجمالي تجاوز 10 آلاف طن، الأمر الذي ساعد في ضمان استمرارية الخدمات الطبية وسط التحديات الإنسانية الصعبة.

ولم تتوقف جهود دولة الإمارات عند المستشفيات الميدانية ودعم المنشآت الصحية في غزة، حيث بادرت الدولة بنقل الحالات الحرجة لتلقي العلاج المتخصص داخل الدولة، وشملت هذه المبادرات إجلاء 1000 طفل مع ذويهم إلى المستشفيات الإماراتية لتلقي العلاج والدعم النفسي، إلى جانب نقل 1000 مريض سرطان من قطاع غزة لتلقي الرعاية الطبية المتخصصة، مؤكداً أن هذه الجهود تأتي في إطار التزام الإمارات الثابت بتقديم الدعم الإنساني الكامل للفئات الأكثر حاجة، وتوفير رعاية طبية متكاملة تشمل العمليات الجراحية والعلاج التأهيلي، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي، بما يعكس الدور الإنساني الرائد للإمارات في التعامل مع الأزمات الإنسانية.

وأوضح العفاري: واصلت دولة الإمارات جهودها الإنسانية في قطاع غزة، عبر تنفيذ مجموعة واسعة من المبادرات التي تستهدف الأسر الأكثر احتياجاً، لا سيما الأطفال والنساء، وشملت هذه المبادرات دعم 71 مطبخاً شعبياً لتوفير الوجبات الغذائية اليومية، بالإضافة إلى إمداد 42 مخبزاً بكل احتياجاته من الدقيق لتأمين الخبز للمجتمع المحلي، ما ساهم في ضمان استمرارية الوصول إلى الغذاء الأساسي.

كما تم توزيع طرود غذائية مخصصة للنساء والأطفال، بهدف تلبية الاحتياجات الغذائية العاجلة وحماية الفئات الأكثر هشاشة من آثار الأزمة الإنسانية.

وأوضح العفاري: واصلت عملية «الفارس الشهم 3» دعمها لقطاع التعليم في قطاع غزة ضمن جهودها الإنسانية الشاملة، من خلال تنفيذ مبادرات تستهدف تعزيز فرص التعلم للأطفال والشباب، لضمان الاستمرار في تقديم التعليم للطلاب بعد هدم المدارس وتوقف المسيرة التعليمية، وشملت هذه المبادرات توزيع المستلزمات والحقائب المدرسية على الطلاب، بهدف تمكينهم من استكمال دراستهم في بيئة تعليمية مناسبة رغم الظروف الصعبة التي يمر بها القطاع، كما قدمت الإمارات 45 منحة دراسية داخل الدولة لطلاب غزة، لتوفير فرص التعليم العالي والتخصصي.

اقرأ أيضاً:

الإمارات تنفذ الإنزال الجوي الـ 73 للمساعدات في قطاع غزة