تربويون: واجبات الإجازة مطلوبة.. لكن بمرونة وبساطة
وأضافوا أن العبء لا يقع على الطالب وحده، بل يمتد إلى الأسرة كاملة، حيث يتطلب الأمر متابعة مستمرة من الأهل، وشرحاً وتوجيهاً، في وقت يفترض أن يكون مخصصاً للراحة أو لممارسة أنشطة مختلفة بعيداً عن أجواء الدراسة.
في المقابل، بررت إدارات مدرسية تطبق المنهاج البريطاني منح واجبات خلال الإجازات بأن هذا المنهاج يقوم على الاستمرارية، وعدم الانقطاع الكامل عن التعلم، بهدف الحفاظ على المهارات الأساسية لدى الطلبة، ولا سيما في مراحل التعليم الأولى.
وأوضحت المدارس أن واجبات الإجازة تهدف إلى منع الفاقد التعليمي، وضمان عودة الطلبة إلى الدراسة بنفس مستواهم الأكاديمي، مؤكدة أن طبيعة المنهاج البريطاني تختلف عن غيره من المناهج التي تعتمد التوقف الكامل خلال العطلات.
وبين شكاوى أولياء الأمور وتبريرات المدارس، اتفق التربويون على أن واجبات الإجازة مطلوبة، لكن بحدود واضحة، وبحجم بسيط، وبفلسفة تراعي التوازن بين الحفاظ على المستوى الأكاديمي وحق الطالب والأسرة في الراحة.
وشددت على ضرورة أن تكون واجبات الإجازة خفيفة وقابلة للتنفيذ الذاتي، بحيث لا تتحول إلى عبء على الأسرة، داعية إلى الاكتفاء بمهام قصيرة تركز على مهارة واحدة يومياً.
ويؤكد التربوي محمد السيد أن الإجازة ليست فراغاً تعليمياً، لكنها أيضاً ليست فصلاً دراسياً مصغراً، ويرى أن واجبات الإجازة يجب أن تحافظ على صلة الطالب بالتعلم دون أن تسلبه حقه في الراحة.
أما التربوية زينة مراد، فتؤكد أن كثيراً من المدارس لا تراعي واقع الأسر متعددة الأبناء عند تصميم واجبات الإجازة، وترى أن تراكم الواجبات داخل البيت الواحد يخلق ضغطاً نفسياً وتنظيمياً على الأسرة بأكملها.
ودعت إلى اعتماد نموذج الواجب المرن، الذي يتيح للأسرة اختيار عدد محدود من المهام خلال الإجازة، بما يحقق الهدف التعليمي دون إثقال كاهل الأسرة.
وشدد التربوي الدكتور محمد فتح الباب على أن الراحة النفسية خلال الإجازة تعد جزءاً أساسياً من نجاح العملية التعليمية، موضحاً أن الدماغ يحتاج إلى فترات توقف حقيقية ليستعيد نشاطه وقدرته على التركيز.
وأكد أن واجبات الإجازة يجب أن تصمم جسراً ناعماً بين فصلين دراسيين، لا امتداداً مرهقاً للمنهاج، معتبراً أن الطالب الذي يعود مرتاحاً سيكون أكثر استعداداً للتعلم.
